أحكام وديعة الحيوان

اقرأ في هذا المقال


الوديعة هي ترك الأموال عند مَن يحفظها ويعتني بها، وتكون هذه الأموال إمّا من النقود، أو الأعيان، أو الحيوانات، وبما أنّ المقصود من عقد الإيداع هو العناية والحفظ للمال المودع، فإنّ الحيوانات تحتاج لعناية خاصة من طعام واهتمام؛ حتى تبقى على قيد الحياة، ولنتعرّف على أحكام إيداع الحيوان علينا بإتمام قراءة هذا المقال.

أحكام وديعة الحيوان:

إذا وضع شخص حيواناً كوديعة عند آخر، عليه ترك ما تحتاج من طعام وسُقي، أو يطلب من الوديع إطعامها وسُقيها، وقد لا يطلب منه. وفي بعض الأحيان يمنع المودع الوديع من إطعام الحيوان المودَع أو سُقيه، هذا إن كان في بلد الوديع. وتتغيّر الأحكام في ذلك إن لم يكن الوديع في بلد المودع؛ لأنّ الوديعة هنا كائن حي يحتاج للطعام والسُقي حتى يبقى على قيد الحياة.

فإنْ وضع المودِع مع دابته ما يكفيها من طعام ونفقات خلال فترة الإيداع، فواجب الإطعام يقع على عاتق المودِع، لكن قد لا يكفي ما تمّ وضعه من طعام لكامل مدّة الإيداع، أو تنتهي مدّة العقد قبل أن يطلب المودع استرداد وديعته، وليس من قدرة الوديع أن يصل للمودع، لردّ وديعته وإنهاء العقد.

فإنّ الحكم في هذه المسألة يترتّب على طبيعة الدّابة المودعة، إن كانت منتجة أو غير منتجة، فإذا كانت الوديعة من الحيوانات المنتجة، يقوم الوديع بإطعامها مقابل إنتاجها، كأن يبيع حليب ماعزٍ مودعة عنده ليشتري لها علفاً. وإن كانت غير منتجة فإمّا أن يتبرّع الوديع بالإنفاق على الوديعة وإطعامها دون إذن المودع؛ لأنّ الوديع عندما قبل الوديعة كان على علمٍ بأنها تحتاج للعناية والطعام والشراب.

ولا يجوز أن يرفع الوديع الإنفاق عن وديعة الحيوان، وإن كان ذلك بطلبٍ من المودع؛ لأنّ يكون قد عرّضها للهلاك، وهي مما لها حرمة في نفسه، وحرمة الملك لصاحبها، كما أنّ الإسلام نهى عن إضاعة المال سواء كان للنفس أو الغير.

كما يمكن للوديع أن يطلب الموافقة من القاضي ليُنفق على الوديعة التي لديه، وبعد أن يردّها لصاحبها يُطالبه بما أنفقه على وديعته، ويجب على المودع تعويض ما أنفقه على الوديعة، ولا يحق له أخذها إلّا بدفع ما عليها. ومن الممكن للوديع أن يقوم ببيع الدّابة المودعة لديه، والاحتفاظ بثمنها لحين مطالبة المودع له بوديعته، أو يُسلّم الوديعة أو ثمنها للقاضي، ويُخرج نفسه من العقد ويتبرّأ منه.

وبناءً على ما ذُكر من أحكام في الوديعة، علينا الاهتمام بها والمحافظة على الأمانة، اقتداءً بسنة نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ في الأمانة والرفق بالحيوان، سواء كانت نفقته مرفقة معه أو غير مرفقة، وعلينا إطعامه وسُقيه والعناية به، حفاظاً على مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض.


شارك المقالة: