لكل أمر يحصل للفرد المسلم أو حتى كل عمل يقوم به ذلك الدُعاء الذي ورد في القرآن الكريم أو حتى في السنة النبوية المطهرة، وعند وقوع الفرد المسلم في أحد الذنوب أو المعاصي فإنَّه يندم على هذا الأمر ويعزم على عدم الرجوع إليها أبداً، وهذا ما يُعرف بالتوبة النصوح لله تبارك وتعالى، ويتم تلك التوبة من خلال الرجوع عن أداء المعصية إلى جانب أداء العبادات التي كان لا يفعلها إلى جانب طلب العبد من الله على أن يُعينه على عدم اتباع الشهوات، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الدُعاء الذي يقوله المسلم عند عزمه على عدم الرجوع إلى ذنب كان يفعله، بمعنى آخر الحديث عن دعاء التوبة وذكره في هذا المقال.
ما هي أدعية التوبة
يقول الله تبارك وتعالى في محكم لتنزيل: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” {سورة الزمر: الآية_ 53}، ويقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حديث له: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له“، صدق رسول الله الكريم.
توجد وتتوافر العديد من الأدعية التي يمكن للفرد المسلم أن يدعو بها الله تبارك وتعالى بغية عدم رجوعه للمعصية والذنب الذي كان يفعله، ونذكر في هذا المقال البعض من الأدعية الخاصة بتوبة العبد النصوح لله تبارك وتعالى، وهي على النحو الآتي:
- يمكن للمسلم أن يدعو الله جلَّ وعلا طالباً منه التوبة والغفران بدعاء النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا من خلال قوله: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره“.
- أن يدعو المسلم الله تعالى لغفران الذنوب والتوبة من خلال قوله: “اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، اغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار اغفر لي، يا تواب تُب علي يا رحمن ارحمني يا عفو أعفو عني يا رؤوف أرأف بي“.
- أن يطلب العبد المسلم من الله تبارك وتعالى التوبة من خلال قوله: “اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته تعمدته أو جهلته وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك“.
- أن يدعو الفرد المسلم الله تعالى بغية قبول توبته وغفران ذنوبه من خلال قول المسلم: “اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها عليَّ فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك“.
- أو أن يقول المسلم لقبول الله منه التوبة: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا“.
وللتوبة النصوح العديد من الخصال والآثار التي تعود على صاحبها بالمنفعة، ونذكر أهمها على النحو الآتي:
- تُعين التوبة النصوح العبد المسلم على كُثرة الرجوع إلى الله جلَّ جلاله، كما وأنَّها تُنجيه من كُثرة الانشغال بأمور الدُنيا.
- تعتبر التوبة كحد أو رادع يمنع الفرد المسلم عن أداء أحد المعاصي أو الذنوب.
- كما وأنَّ التوبة تعمد إلى وراثة محبة الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين، حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“، سورة البقرة، الآية_ 222. صدق الله العظيم.
- يحوز الفرد المسلم عند توبته النصوح على السعادة وتحقيقها، كما وتعتبر التوبة أحد سبل التوفيق والنجاح، كما ويفوز المسلم بتوبته على دار الخُلد( الجنَّة)، والتي وعد الله سبحانه وتعالى بها عباده التائبين.
- كما وتعمل التوبة النصوح على تغيير حالة العبد المسلم وتحويلها من السوء إلى الصلاح، فيصبح بأفضل وأحسن حال.