يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” [النُّورِ: 63].
يتمنى العبد المسلم من الله جلَّ جلاله أن يُصلحه في كل من الدين والدُنيا كذلك، وتتوافر العديد من الأدعية الواردة في السنة النبوية المطهرة، والتي يكون مضمونها هو الصلاح في كل من الدين والدُنيا، وسوف نتطرق في هذا المقال إلى الأدعية التي يمكن للعبد المؤمن المسلم أن يدعو بها الله تبارك وتعالى بغية صلاحه في الدين والدنيا كذلك.
ما هي أدعية صلاح الدين والدنيا
تتوافر العديد من الأدعية لصلاح العب] المسلم في كل من دينه ودنياه، ونذكر أهمها على النحو الآتي:
- أن يقول الفرد المسلم طالباً من الله عزَّ وجل صلاحه في الدين والدُنيا: “اللَّهُمَّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر”، حيث يعتبر هذا الدُعاء هو دُعاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم، ويعتبر من بين الأدعية العظيمة التي يمكن أن يدعو بها المسلم لصلاحه في الدين والدُنيا.
حيث أنَّ هذا الدُعاء يتضمن ويشتمل على العديد من الجُمل الطيبة والعظيمة، حيث يحتوي على طلب العبد من الله تعالى أن يُصلح له دينه الذي يتواجد به عصمة أمره، والجملة الثانية تتضمن طلب العبد المسلم من الله أن يُلح له دُنياه، وأمَّا عن الجملة الثالثة، ففيها يطلب المسلم من الله أن يُصلح له آخرته.
وبالنسبة للجملة الرابعة تتضمن سؤال العبد من الله وطلبه منه أن تكون الحياة الدنيوية الخاصة به كعبد معمورة وكذلك مُباركة، ومليئة بالأعمال الحسنة والصالحة، وأخيراً فإنَّ الجملة الخامسة تحتوي على طلب العبد من الله جلَّ جلاله أن يُريحه وهذا عند أخذ الروح والموت ومن كُل شر، وهذا حتى يكون كل ما يجري للعبد متضمناً على الخير.
- أن يقول الفرد المسلم راجياً من الله تعالى أن يُصلحه في دينه ودُنياه: “اللَّهُمَّ أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك” ويعتبر هذا الدُعاء من الأدعية التي كانت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يدعو بها الله تبارك وتعالى.
- أن يقول الفرد المؤمن المسلم طالباً من الله عزَّ وجل أن يأتيه بخيري الدين والدُنيا والآخرة: “اللَّهُمَّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا“.
حيث يقول الصحابي عبدالله بن عمر رضوان الله عليه عن هذا الدُعاء أنَّه قلما كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقوم من مجلس حتى يدعو بهذا الدُعاء لأصحابه وبتلك الكلمات التي تجمع خيري الدُنيا والآخرة.
- كما وحثَّنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على ترديد الدُعاء الذي كان يدعو الله به، وأن يقول المسلم: “اللَّهُمَّ إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف والغنى“، فإنَّ هذا الدُعاء يجمع خير الدنيا وخير الآخرة أيضاً وفيه العديد من الأمور الخيرة.
- أن يقول الفرد المسلم داعياً الله عزَّ وجل بغية صلاحه في الدين والدُنيا: “اللَّهُمَّ إني أسألك من الخيرِ كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرِ كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النارِ وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا“.
وهذا الدُعاء العظيم كانت السيدة عائشة رضوان الله عليها دائماً ما تدعو به الله تبارك وتعالى لِما فيه من الأمور الحسنة والخير الذي يعود على الفرد الذي يدعو الله جلَّ جلاله بهذا الدُعاء.