لكل ما يقوم به الإنسان أو ما يتمنى الحصول عليه ذِكر، فعند الذهاب للنوم يذكر الله، وعند أكله وشربه وعند لبسه أو شراء الملابس الجديدة، أو حتى عند قراءة القران أو الدراسة، فيتبيّن من هذا الأمر أنَّه على المسلم في كل عمل يقوم به أن يذكر الله سبحانه وتعالى؛ لما من ذكر الله تعالى الأفضال المختلفة، ففي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن فضل ذِكر الله عزَّ وجلّ عند الاستيقاظ من النوم.
ما هي أذكار الاستيقاظ من النوم
إنَّ الفرد المسلم والمؤمن الفطن والذي يحرص على طاعة الله سبحانه وتعالى وكذلك التقرُّب منه في كافة أوقاته قدر الاستطاعة، لا يمكن أن يفوته ذكر على مدار يومه، وفي هذا الموضع نقوم بطرح أذكار الاستيقاظ من النوم وكذلك بيان الفضل الخاص بها من السنة النبوية المطهَّرة، والتي تكون من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير من سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم.
أذكار الاستيقاظ من النوم من السنة النبوية المطهرة
- حثَّنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند الاستيقاظ من النوم أن نقول: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور“، صحيح البخاري.
- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال أنَّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام إذا همَّ إلى النوم أن يقول: “باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال:” الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور“.
- عند الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام يقول: “مّن تعارَّ من الليل، فقال لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كُلِّ شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم، ثُمَّ قال: اللهم اغفر لي أو دعا؛ استجيب له، فإن توضأ وصلى قَبُلت صلاته“، صحيح البُخاري.
- وقد أخرج الترمذي والنسائي وكذلك ابن السني قول الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام يقول: “إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي ردَّ عليّ روحي، وعافني في جسدي، وأذِنَ لي بذكره“.
أذكار الاستيقاظ من النوم من القرآن الكريم
أن يقرأ الفرد المسلم عند استيقاظه من النوم الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران، وهي قول الله عزَّ وجل: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” إلى آخر الآيات الكريمة.
ويُذكر أنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بما أخبر به الصحابي عبدالله بن عباس حبر الأمة، أنَّه قد بات عند خالته ميمونة زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبمعنى الرواية أنَّ خالته قد اضطجعت في عرض الوسادة، كما وأنَّ النبي الكريم قد اضطجع وأهله في طولها، حتى إذا جاء منتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، قد صحوَ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فجلس عليه السلام يمسح النوم عن وجهه بواسطة يده، وبعد ذلك عمد إلى قراءة العشر آيات الأخيرة من سورة آل عمران، ويُذكر أنَّه عليه السلام قام إلى شن معلقة، فعمد إلى أن يتوضأ منها، فأحسن عليه السلام وضوئه، وبعد ذلك قام لكي يُصلي.
ويقول ابن عبَّاس رضي الله عنه: فقمت حتى أنَّني قد فعلت ما فعل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومن ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع عليه السلام يده اليُمنى على رأس حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه وأخذ بأذنه اليُمنى يفتلها، حيث أنَّه صلى ركعتين، ثمَّ ركعتين، ثمَّ ركعتين، ثمَّ ركعتين، ثمَّ ركعتين، ثمَّ ركعتين، ثمَّ أوتر، وبعد ذلك اضطجع إلى أن جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، وبعد ذلك خرج فصلى الصُبح.
فضل قراءة أذكار الاستيقاظ من النوم
- حماية الإنسان من أي ضرر قد يلحق به.
- تجعل الإنسان يشعر بالسعادة، الراحة على مدار اليوم.
- حيث قال عليه الصلاة والسلام: “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم؛ أي يبقَ فوق رأس أحدكم، إذا نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليه ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلّا أصبح خبيث النفس كسلان”.