من وصايا النبي

اقرأ في هذا المقال


من وصايا أشرف الخلق سيدنا محمد:

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.

في فضل بعض سور القرآن وآياته:

وكان النبي يوصي بببعض فضل سور القرآن الكريم وآياته وهو ما روي عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال لرجل من أصحابه: “«هل تزوجت يا فلان؟» قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به، قال: «أليس معك قل هو الله أحد» قال: بلى، قال: «ثلث القرآن» قال: «أليس معك: إذا جاء نصر الله والفتح؟» قال: بلى. قال: «ربع القرآن» قال: «أليس معك: قل يا أيها الكافرون؟» قال: بلى، قال: «ربع القرآن» قال: «أليس معك: إذا زلزلت الأرض؟» قال: بلى، قال: «ربع القرآن تزوج تزوج»”.[رواه الترمذي عن سلمة بن وردان عن أنس، وقال هذا حديث حسن].

وفي وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الإخلاص وخواتيم سورة البقرة وآية الكرسي هو ما روي عن معاذ بن أنس الجهني – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “«من قرأ: قل هو الله أحد. عشر مرات بني الله له بيتًا في الجنة» فقال عمر بن الخطاب: إذًا نستكثر يا رسول الله، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «الله أكثر وأطيب»”. [رواه أحمد]

وما ورد في فضائل سور القرآن الكريم هو ما رويعن عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختتم بـ «قل هو الله أحد»، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟» فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «أخبروه بأن الله يحبه»”. [رواه البخاري ومسلم والنسائي].

وفي فضائل سور القرآن الكريم ومن وصايا النبي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو ما روي عن أبي ذر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “«إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهم وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»”. [رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري].

ومن الأحاديث الدالة على ذلك هو ما روي عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: “أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا بدابة كهيئة شبه الغلام المحتلم، قال: فسلم فرد عليه السلام فقال: ما أنت؟ جني أم إنسي؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يده يد كلب، وشعره شعر كلب، فقال: هذا خلق الجن؟ قال: قد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: ما الذي يحرزنا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: ]اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[ [البقرة: 255] من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصب، ومن قاله حين يصبح أجير منا حتى يمسي، فلما أصبح أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكر ذلك له، فقال: «صدق الخبيث»”[رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد واللفظ له، وابن حبان في صحيحه].

وفي فضل سورة الأخلاص وما وصى به النبي الكريم محمد صلى الله عيله وسلم هو ما روي عن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن أبيه رضي الله عنهما قال: “أصابنا طش وظلمة فانتظرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليصلي بنا فخرج فقال: «قل»، قلت ما أقول؟ قال: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا يكفيك كل شيء»” [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب] .

في إحياء سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم:

وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بإحياء سننه عليه الصلاة وأتم التسليم لما في إحياء السنن من أجر كبير وعظيم وهو ما ورد عن عمرو بن عوف – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال بن الحارث يومًا: “«اعلم يا بلال»، فقال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: «اعلم أنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل، بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيء»”. [رواه الترمذي وابن حبان وقال الترمذي حديث حسن].

ومن الأحاديث التي تدل على وصايا النبي بأهمية التمسك بسنته وإحياءها هو ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “«من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد» [رواه البيهقي والطبراني من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – بإسناد لا بأس به إلا أنه قال: «فله أجر شهيدٍ»]”.

في الزهد في الدنيا:

كان من صفات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنّه معروف بزهده الكبير في الدنيا وكانت صفة الزهد هي قدوة من النبي لكل أصحابه الكرام رضوان الله عليهم وكان من وصايا النبي في الزهد هو أنّه كان يحث على الزهد في الدنيا، وذلك لأنّ الزهد يأتي معه محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس وهو ما روي عن أبي العباس سهل الساعدي – رضي الله عنه – قال: “جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس»”.[حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة»

ومن ما جاء في زهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو ما روي عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: ” نام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاءً فقال: «ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرةٍ ثم راح وتركها»”[رواه الترمذي وقال حديث صحيح].

ومن الأحاديث التي تحث على الزهد هو ما روي عن عبيد الله بن محصن الخطمي – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “«من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»” [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب].

ومن الأحاديث أيضاً هو ما روي عن جابر – رضي الله عنه – قال: “قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «القناعة كنز» وقد ورد «مال لا يفنى»” [رواه البيهقي في كتاب الزهد] .


شارك المقالة: