أسانيد القراء العشرة

اقرأ في هذا المقال


يقول الله -عز وجل-: “إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر:9)، فقد وصل إلينا كتاب الله -سبحانه وتعالى- بحفظ الله ورعايته له، ثم بفضل صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين حفظوه في الصدور قبل السطور، وما قام به القراء وعلماء المسلمين من اهتمام واسع بعلوم هذا الكتاب العزيز، وكان علم أسانيد القراء والقراءات المتواترة له نصيب في ذلك.

أسانيد القراء

السند: هو الاستناد إلى شيء، وأسانيد القراء هي الطريق الموصلة إلى متن قارئ القرآن الكريم، وسمي بسند؛ لأن كل قارئ يسند الرواية إلى راوي قبله، حتى ينتهي بتابعي أو صحابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد وصل إلينا القرآن الكريم بطريقين:

أولاً: طريق الرواية: وهي أن القارئ روى ما سمعه من شيخه، وبعدة طريق هي:

1- أن يستمع الطالب لشيخه، بأكثر من رواية.

2- أن يستمع الطالب من شيخه حروف الخلاف فقط وفي أكثر من رواية.

3- أن يستمع الطالب لشرح منظومة أو كتاب في عدة قراءات.

4- أن يجيز الشيخ الطالب في قراءة أو كتاب لكن دون شرح أو استماع.

ثانياً طريق العرض والتلاوة: وهذه الطريقة تكون غالباً بين المختصين أي الشيخ والطالب، وهذه الطريقة هي الأصح ويعتمد عليها، وتشمل ما يلي:

1- استماع الطالب من الشيخ ثم عرضه عليه، وهذا يدخل ضمن التلقين والترديد.

2- أن يعرض الطالب على الشيخ دون أن يستمع منه.

3- أن يأذن الشيخ للطالب بعرضه على الشيخ بعض القرآن الكريم.

الصحابة الذين وصلت إليهم الأسانيد عن طريق القراء

1- قراءة نافع بن عبدالرحمن المدني -قارئ المدينة المنورة-، عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبدالله بن عياش، وأبي هريرة.

2- قراءة عبدالله بن كثير قارئ مكة المكرمة، عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبدالله بن السائب.

3- قراءة أبي عمرو -قارئ البصرة-، عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبدالله بن السائب، وعبدالله بن عياش، وأبي هريرة، وعبدالله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري.

4- قراءة عبدالله بن عامر -قارئ دمشق-، عن عثمان بن عفان، وأبي الدرداء.

5- قراءة عاصم بن أبي النجود -قارئ الكوفة-، عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب.

6- قراءة حمزة بن حبيب -أحد قراء الكوفة-، عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، والحسين بن علي بن أبي طالب.

7- قراءة علي بن حمزة الكسائي -شيخ الكوفة وأحد قرائها-، عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبدالله بن عياش، وأبي هريرة، وعبدالله بن مسعود، والحسين بن علي بن أبي طالب.

8- قراءة يزيد بن القعقاع -أحد قراء المدينة المنورة-، عن زيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبدالله بن عياش، وأبي هريرة.

9- قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي -أحد قراء البصرة-، عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن السائب، وعبدالله بن عياش، وأبي هريرة.

10- قراءة خلف بن هشام البزار -قارئ بغداد-، عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، والحسين بن علي بن أبي طالب.

الصحابة الذين ترجع إليهم القراءات العشرة المتواترة

1- عمر بن الخطاب.

2- عثمان بن عفان.

3- علي بن أبي طالب.

4- أُبي بن كعب.

5- عبدالله بن مسعود.

6- زيد بن ثابت.

7- أبو موسى الأشعري.

8- أبو الدرداء رضي الله عنهم جميعاً.

وذكر أنه غيرهم من الصحابة ممن حفظوا القرآن الكريم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن لم تصل إلينا قراءتهم، ومنهم معاذ بن جبل، وأبي زيد، وسالم مولى أبي حذيفة، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم جميعاً.

رواة القراء العشرة

1- رواية ورش ورواية قالون عن الإمام نافع بن عبدالرحمن المدني.

2- رواية البزي وقنبل عن الإمام ابن كثير المكي.

3- رواية الدوري ورواية السوسي عن الإمام أبو عمرو البصري.

4- رواية هشام ورواية ابن ذكوان عن الإمام ابن عامر الشامي.

5- رواية شعبة ورواية حفص عن الإمام عاصم بن أبي النجود.

6- رواية خلف ورواية خلاد عن الإمام حمزة بن حبيب الكوفي.

7- رواية أبي الحارث ورواية الدوري عن الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي.

8- رواية ابن وردان وابن جماز عن الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني.

9- رواية رويس وروح عن الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي.

10- رواية إسحاق ورواية إدريس عن الإمام خلف بن هشام البزار.

المؤلفات في علم القراءات والأسانيد

ظهر مؤلفات كثيرة في علم القراءات والأسانيد وكان أول من دوّن في ذلك، هو أبي عبيد القاسم بن سلام في العام 224هـ في كتابه القراءات، وبعدها أهتم العلماء بهذا الباب وظهرت مؤلفات عديدة منها:

1- مدخل في علوم القراءات للسيد رزق الطويل.

2- مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات لإبراهيم الدوسري.

3- صفحات في علوم القراءات لعبد القيوم عبد الغفور السندي.

4- دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.

في النهاية إن أسانيد القراء لم تنتهي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحسب، بل وصلت إلى رب العزة جل جلاله، وذلك بدليل من الله -سبحانه وتعالى- في قوله: “وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ(194)” (سورة الشعراء:192-194).


شارك المقالة: