أسباب الخلاف في عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم:
كان هناك العديد والكثير من الخلافات حول عدد أسماء النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم.
من أهم تلك الأسباب في الخلاف على عدد أسماء النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم أنّ بعض العلماء رأى بمنظوره أنّ كل وصفٍ وُصِف به النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم في كتاب الله القرآن الكريم من أسمائه، فعدَّ من أسماء النّبي الكريم مثلا: “الشاهد، المبشر، النذير، الداعي، السراج المنير”، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: {“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا”}….سورة الأحزاب:45-46.
لكن في حين آخر قال عدد من أهل العلم: “إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام”، فقد قال النووي: “بعض هذه المذكورات صفات، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز”، وقال السيوطي: “وأكثرها صفات”.
وقال ابن القيم: “وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صحابي، وإنّما هذه الحروف مثل: الم وحم والر، ونحوها”.
وقد أباح(سمح أو جعله جائزاً أو مباحاً أو مسموحاً) النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم لنا أنّ نتسمّى باسمه الشريف وأن لا نتكنّى بكنيته عليه الصلاة والسلام، فعن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوا بكُنْيَتي، ومن رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار” رواه البخاري.
ومع شرف وعِظم ومكانة وقدر اسم “محمد” و “أحمد” والحرص على التسمي بهذه الأسماء لكن لم يصح في فضلِ التسمية بهذه الأسماء أي حديث، ولكن ما قيل على الألسنة من حديث: “خير الأسماء ما حُمِّد وما عُبِّد”، وهنا لا يصح كما قال هذا الشيخ الألباني وغيره من الشيوخ، ولكنّ الصحيح أنّ النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم قال: “أحبُّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن” رواه مسلم.
والمحبّة الصادقة للنّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم يكون من خلال اتباعه والاقتداء به عليه الصلاة والسلام بشكل ظاهر وأيضاً بشكل باطن كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”…. سورة آل عمران:31، وقال الله سبحانه وتعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”…سورة الأحزاب.