أسباب هزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


أسباب هزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين:

في بداية القتال في غزوة حنين تعرض جيش المسلمين لضربه كادت أن تكلف جيش المسلمين، فكانت الكفة تميل إلى جيش العدو في بداية القتال، فكانت هناك أسباب لهزيمة المسلمين في بداية القتال، فما هي هذه الأسباب:

أ- الغرور والإعجاب كان من هذه الأسباب، حيث كان إعجاب المسلمين بكثرة عددهم والذي تحول لدى بعض عناصر الجيش إلى غرور في انفسهم، حيث كان السبب الأساسي في الإهمال والاسترخاء الذي حل لدى كثير من عناصر جيش الإسلام والمسلمين محل تنبه ويقظة وحذر، مما أدى إلى تمكين العدو من وضع خطة الكمائن وتنفيذها بصورة ناجحة أدت إلى هزيمة جيش الإسلام والمسلمين هزيمة منكرة عند المواجهة الأولى، هذه الهزيمة التي كادت أن تكون كاملة شاملة ماحقة لولا ثبات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشريف والقائد الأعلى لجيش الإسلام والمسلمين في الميدان.

ب- مستوى التعبئة الممتاز الذي كانت عليه قوات جيش هوازن قبل المواجهة في المعركة، فقد كان ذلك الشاب الألمعي قائد هوازن وملكها، القائد مالك بن عوف النصري رغم غلطته القاتلة المدمرة من استصحاب الجند لأهاليهم والمال معهم ، إلّا أنّه قد لجأ عند تعبئة قواته في واقعة حنين إلى عامل نفسي كان له أثره المرعب في نفوس جند جيش الإسلام والمسلمين، وهو أنّه أركب النساء في الصفوف الخلفية من الجيش الهزاني على الابل، فظهرن وكأنّهن جزء من جيش هوزان الكبير، حتى بدا جيش هوازن وكأنّه مائة ألف لا عشرين ألفا كما شهد بذلك أحد الصحابة الذين حضروا واقعة حنين.

ج – نجاح قائد هوازن مالك بن عوف النصري قائد وملك هوازن في سبق المسلمين وجيشهم إلى وادي حنين واختياره المرابطة بجيشه في المكان المناسب من هذا الوادي، حتى بدا واضحاً وكأنّه أجبر جيش المسلمين وجندهم على المرور في مضائق وشعاب، لا يفضلون المرور فيها لوعورة الطريق وضيقه وشدة انحداره، وهذه حقيقة أدلى بها أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن التحرك إلى وادي حنين، فذكر أن جيش النبوي وهو يحاول الدخول إلى وادي حنين، لم يكن يتحرك في سهل منبسط، كما هو الأفضل لجيش أكثره من الفرسان والهجانة، وإنّما كان ينحدر في منحدرات وعرة شديدة الانحدار، الأمر الذي جعله يفقد الكثير من انتظام صفوفه، ويسهل على الكمائن التي تتمكن منه وإنزال الهزيمة به وعلى تلك الصورة المخيفة مدمرة ساحقة.

د- نجاح ملك هوازن وقائدها في اختيار مواضع الكمائن التي نصبها لتنقض على عسكر جيش الإسلام والمسلمين في الوقت الذي حدده لها ، حيث اختار مضايق الشعاب والمنحدرات التي سيمر بها جيش المسلمين، ووضع الكمائن في التلال والأماكن المحيطة بها ، كما وضع وحدات من فرسانه عند مخارج هذه الشعاب لتضرب (وبأسلوب صاعق محكم ) مقدمة جيش المسلمين عندما تحاول الخروج من هذه الشعاب والمضايق، وكانت مقدمة جيش الإسلام والمسلمين أكثرها من بدو بني سلیم.

ه – نجاح خطة مالك بن عوف النصري قائد السرية و الكتمان التي اتبعها، وهو يضع وحدات الكمائن الخاصة في المواقع التي اختارها على طريق الجيش الإسلامي، حيث قام بتفقد هذه المواقع واختيارها بمهارة ودقة عالية، وقام بترتيب الكمائن فيها في ظلام الليل لئلّا تعرف قوات جيش الإسلام، ممّا جعل عناصر استطلاع جيش المسلمين المكلفة بالرصد والاستكشاف على جهل تام بهذه الكمائن ومواقعها، الأمر الذي عرض المسلمين لتلك الهزيمة المروعة عند الصدمة الأولى.

و- نجاح استخبارات ودوريات جيش المشركين في الحصول على أدق المعلومات عن عدد جيش المسلمين وجندهم ومواعيد تحركات الجيش بشكل كبير، لدرجة أنّهم كانوا أدقّ من أعمال دوريات واستخبارات جند جيش المسلمين ولولا نجاح دوريات واستخبارات قوات هوازن الدقيقة، لما استطاعوا أن يحددوا لقائدهم العام المواضع التي وصلها جيش المسلمين والإسلام والأماكن التي سيكون فيها عند طلوع الفجر، الأمر الذي ير للقائد الملك مالك بن عوف (وفق معادلات وحسابات دقيقة) أن يضع الكمائن في المواقع المناسبة لتنقض على جيش المسلمين والإسلام بصورة فعالة في الوقت المناسب، وكان القائد الملك مالك بن عوف النصري يعلق أكبر الآمال على عمليات الكمائن الصاعقة المباغتة، والتي نجحت في مهمتها مائة في المائة، وكاد القائد الملك قائد جيش هوازن مالك بن عوف النصري يقطف الثمرة النهائية اليانعة لنجاح خطة الكمائن، لولا ثبات النبي صلى الله عليه وسلم الشريف القائد والقلة من صحابته، من الذين ضيعوا على ملك وقائد هوازن ثمرة عمليات الكمائن الناجحة.

ز. كذلك من أسباب هزيمة المسلمين أول الأمر أنّه يوجد في جيش المسلمين وجندهم عناصر من قريش وكنانة مدخولة العقيدة، أسلمت ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، كانت هذه الجند تتمنى أن تنزل الهزيمة الكاملة بجيش الإسلام والمسلمين وتود أن تتمكن جند هوازن من أن تعيد للوثنية سلطانها على مدينة مكة المكرمة.

لذلك ومن المنطلق السيء فإنّ هذه العناصر المشبوهة الجند (وكانت جزءا من الجيش الإسلامي النبوي)،كانت أول المنهزمين عندما بدأت كمائن جيش هوازن هجومها المباغت عند طلوع الفجر على المسلمين، فكانت هذه العناصر المشبوهة بالإضافة إلى إسراعها في هزيمة  المسلمين عامل في بلبلة وإرجاف ورعب في قلوبهم، حيث قامت عن قصد وسوء نية بإشاعة الذعر والخوف في نفوس رجال وجيش المسلمين، للتأثير على معنوياتهم التي كانت قد تعرضت لهزة عنيفة نتيجة تعرضها لهجوم الكمائن الصاعق المباغت في عماية الصبح.

ح- وجود عناصر أخرى في الجيش من أهل مكة وكنانة غير سيئة النية، ولكنّها على جهل شبه تام بالإسلام، لحداثة عهدها بهذا الدين الحديث يومها، فظلت هذه الجند من على كثير من المعتقدات الوثنية، فقد كانت هذه العناصر تطلب من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الشريف عند التحرك إلى مدنية حنين ، حيث طلبوا من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط، فقالوا: “يا نبي الله صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ( أي المشركين )”، ذات أنواط فهذه العناصر قد لا تكون سيئة النية، ولكنّها جاهلة حقيقة الإسلام المبني على عقيدة توحيد الله وحده لا شريك له، ممّا جعل وجودها عامل بلبلة وعامل ارتباك وضعف في الجيش المسلمين والإسلام، لأنّ أهم حوافز القوة القتالية لدى المسلمين إنّما كان قوة عقيدة دين الحق الإسلام.


شارك المقالة: