اقرأ في هذا المقال
بيّن الله سبحانه وتعالى كل ما يتعلق بأمور العقيدة والغيبيات، عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ,وللقرآن الكريم العديد من المناهج، التي من خلالها يتم توضيح أسماء الله تعالى وصفاته وذاته جل وعلا، وسنُبيّن في هذا المقال المنهج الذي اتبعه القرآن الكريم، في توضيح صفات الله تعالى.
منهج القرآن الكريم في توضيح صفات الله تعالى:
ذكرت بعض آيات القرآن الكريم صفات الله تعالى وأسمائه، فآمن بها نبيه محمد _عليه الصلاة والسلام، ثم أصحابه من بعده، يليهم السلف الصالح، ودلّ القرآن الكريم على أن المنهج الذي يوُّضح صفات الله تعالى، يقوم على ثلاثة من الأسس، ومَن يُريد أن يعتقد الصواب، يتوجب عليه أن يأخذ بكافة هذه الأسس، لكي يفهم صفات الله تعالى كما أرادها الله عز وجل لنفسه، ويقع في الضلال مَن يترك واحد من تلك الأسس.
أسس منهج القرآن الكريم في فهم صفات الله تعالى:
الأساس الأول: أن يعتقد المسلم بأنّ الله عز وجل له صفات، يتنزه بها عن خلقه، ولا يجوز له أن يشبّه أي من صفات الله جل وعلا بصفات مخلوقاته، فلا يحق لأي مخلوق أن يتشبه بالله تعالى وصفاته، فهو خالق عظيم ليس له شبيه ولا مثيل، وهذا ما أكد عليه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، حيث قال: “فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأَمْثَالَ”سورة النحل 74، وقال: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” سورة الشورى 11.
الأساس الثاني: أن يؤمن الفرد بما وصف الله تعالى به نفسه، فالله تعالى أعلم من خلقه بوصف نفسه، فقال تعالى: “قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ” سورة البقرة. كما أنّ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أعلم من غيره من خلق الله، في وصف الله تعالى؛ لأنه لا يتحدث إلا بما يوحي به الله تعالى إليه، حيث جاء في كتاب الله: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى” سورة النجم 3،4.
الأساس الثالث: هو أن يؤمن المسلم بصفات الله تعالى، دون التفكير في كيفية هذه الصفات، فهذا أمر يستحيل على العقل الإنساني السليم إدراكه، فلا يحاول الفرد المسلم صاحب العقل السليم، أن يبحث في كيفية الله تعالى، أو في شكل صفاته.
ويقول الباحثون في مناهج القرآن الكريم، أن هناك الكثير ممن أخذوا ببعض أسس القرآن في فهم صفات الله تعالى، ولم يأخذوا ببعضها، فهناك مَن آمن بصفات الله تعالى، وحاول البحث في كيفية هذه الصفات، ثم هناك مَن آمن بصفات الله تعالى، ولم يأخذ بوصف الله تعالى لنفسه، فهو بهذا متجرئاً على خالقه، وضلّ طريقه في الحياة الدنيا.