أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم:
من دلائل علو ورفعة ومكانة قدر النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم تعدد أسمائه عليه الصلاة والسلام.
والتي دائماً ما تدل هذه الأسماء على كثرة خير النّبي الكريم، وأيضاً على علو مكانته ومنزلته وعلى تعدد شمائله عليه الصلاة والسلام، لذلك فإنّ كثرة أسماء النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم مع حُسْنِها دائماً تدل على الصفات العديدة والكثيرة وأيضاً تدل على المحامد التي يقوم بها هذه المُسمَّى بهذه الأسماء.
وعندما كان النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم قد بلغ ووصل الغاية في الكمال البشري فقد خصّه وميزه الله سبحانه وتعالى بتعدد أسماء وصفات للنّبي الكبير محمد صلّى الله عليه وسلم، والتي دائماً ما تُظْهِر وتبين بجلاء شمائل وخصائص وميزات النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم والتي تفضّل الله سبحانه وتعالى بها على خير الخلق سيدنا محمد في الدنيا والآخرة، وحتى أنّه لا يُعرف من الكتاب والسنة النبوية نبيٌّ من الأنبياء له الكثير والعديد من الأسماء ما لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
من أسماء النبي: محمد، أحمد:
لقد سمَّى الله عز وجل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه القرآن الكريم بـأسماء: “محمد”، و”أحمد”، وقد ذكر اسم “محمد” في عدة مواضع من القرآن الكريم، منها قول الله سبحامه وتعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”… آل عمران.
و“مُحَّمد” هو اسم له الكثير والعديد من الخصال التي يُحمد عليها، فقال الصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه (شاعر النّبي):
“وشقَّ له من اسمه ليُجِلّه **** فذو العرش محمود وهذا مُحَمّد”
أمّا عن اسم النبي “أحمد”، فقد ذُكِرَ ذلك الاسم في كتاب الله القرآن الكريم مرّة واحدة، وكان ذلك في قول الله سبحانه وتعالى: {“وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ”}…سورة الصف: 6.
وقد قال ابن حجر رحمه الله: “ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق الشاهد، المبشر، النذير المبين، الداعي إلى الله السراج المنير، وفيه أيضاً المذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين، والمزمل، والمدثر”.