لقد كانََ لعلماء المسلمين في تدوينِ الحديثِ جهودٌ كبيرةٌ، كانّ لها الأثر الأكبرُ في إيصال حديثِ النَّبيِّ صلّى الله عليهِ وسلَّمِّ وذلكَ بتدوينِه في كتبٍ ومدَوَنات، وكانّ لكل واحدٍ منهم في التَّصنيف طريقتَة وشروطَه في تدوين الحديثِ وشروط في قبول من يروي عنْه الحديثِ في كتابِه، حتى ظهر عندَ علماء الحديثِ مُصطَلحاتٌ تدُل على الكتبِ وأصحابها كجماعة الحديثِ وأصحابِ الصَّحيح وأصحابِ الكتُبِ السَّتة وأصحابُ الكتبِ الأرْبعَةِ وغيرِها منَ المُصطلحاتِ التَعريفيَّةِ، وسنكتب في هذهِ السُّطور عنْ مصْطَلَحِ أصحابِ الكتُبِ السِّتَةِ فتعالوا معنا.
مفهوم أصحاب الكتب الستة:
أصحابُ الكتُبِ السِّتَةِ هو مفهومٌ يَدُلُّ على أصحابِ كتبِ الحديثِ النَّبويِّ الشّريفِ الثابِتَةِ عندَ علماءِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعَة وهي الصّحيحانِ للإمامَيْنِ البخاريِّ ومسلم وكتب السّنَنِ للترمذي والنَسائَيِّ وابنِ ماجَةِ وأبي داوود رحمَهُم اللهٌ جميعاً وكانَ لكلِ صاحبِ كتابٍ شروطُهُ لا يراد الحديثِ فيه.
أصحابُ الكتبِ الستة:
أمّا أصحابُ الكتُبِ السِّتَّةِ فهم:
1ـ الإمامُ مُحَمَّد بنُ إسماعيلَ البُخاريُّ رحمَه اللهُ، المولودُ في العامِ الرّابعِ والتِّسعين بعدَ المئَةِ منَ الهجْرَةِ والمُتَوَفَّى في العامِ السَّادِسِ والخمسين بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهجرة وكتابُه المَعروفِ بصحيحِ البُخاريِّ.
2ـ الإمامُ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ النَيْسابوريُّ يرْحَمُه الله، المولودُ في العامِ السَّادِسِ بعدَ المئَتيْنِ من الهجرَة والمُتَوَفَّى في العامِ الحادِي والسِّتينَ بعدَ المائَتَيْنِ من الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ وكتابُهُ المعروفُ بصحيحِ مسلم.
3ـ الإمامٌ أحمَدُ بنُ شُعَيْبٍٍ النَّسائِيُّ يرحمُه الله المولودُ في العامِ الرّأبِع عشرَ بعدَ المائتيْنِ من الهِجرَةِ والمُتَوفَّى في العامِ الثَّالِثِِ بعدَ المئَة الثّالِثَةِ من الهجرَة وكتابُه المعْروفُ بسننِ النَّسائِيِّ.
4ـ الإمامٌ أبو داوودَ السَّجِسْتانِيُّ يرحَمُه اللهُ، المولودُ في العامِ الثَّانِي بعدَ المائَتِينِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة والمُتَوَفَّى في العامِ الخامِسِ والسَّبعينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ وكتابُهُ المعروفُ بسُنَنِ أَبي داوودَ.
5ـ الإمامُ أبو عيسى مُحَمَّدٌ التِّرمِذيُّ يرحَمُه الله، المولودُ في العامِ التَّاسِعِ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوفَّى في العامِ التَّاسِعِ والسَّبعينَ بعدِ المائَتينِ منش الهِجْرَةِ وكتابُهُ المَعْروفُ بِسُنَنِ التِّرْمِذيِّ.
6ـ الإمامٌ مُحَمَّدُ بن ماجَة القَزْوِينِيُّ يرحَمُهُ اللهُ، المولودُ في العامِ التَّاسِعِ بعد المائتَينِ منَ الهِجرَةِ والمُتَوَفَّى في العام الثَّالِثِ والسَّبعينَ بعدَ المئَتيْنِ منَ الهِجْرَة وكِتابُهُ المعروفُ بسُنَنِ ابنِ ماجَةَ.
أهمية الكتب الستة:
لقدْ كانَ للْكُتُبِ السِّتَّةِ أهميَّة كبيرَةُ في تدوينِ ونقلِ حديثِ رسول اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسَلّم، وهيَ متَفاوِتَةٌ منْ حيثِ درجاتِ قبولِ الحديثِ النَّبويِّ وإدراجِ الحديثِ منْ حيثِ درجاتِه في القبول والصّحَةِ والضَّعْفِ، وهيَ منْ حيثِ اعتبارها على الترتيبِ التَّالي:صحيحُ البخاريِّ ثمَّ صحيحُ مسلِمٍ ثمَّ سننُ أبي داوودَ فسُنَنِ التِّرمِذيِّ ثمَّ سُننِ النَّسائِيِّ فسُننُ ابنِ ماجَة.