أمية الرسول محمد

اقرأ في هذا المقال


أمية الرسول محمد:

بعث الله سبحانه وتعالى نَبِيَّه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى كل البشرية حتى يكون النّبي بشيرًا ونذيراً لهم، وقد أَيَّده الله تعالى بالمعجزات والتي تدل وتثبت صدقه عليه الصلاة والسلام.

ومن أبرز وأهم تلك المعجزات هي أُمِّيَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم فمن الدلائل الثابتة في التاريخ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وُلِدَ أُمِّيًّا ( لم يتعلم الكتابة والقراءة)، وظلَّ وبقي النّبي الكريم على ذلك الأمر إلى أن بعثه وأرسله الله تعالى للعالمين جميعاً وهو أُمِّيٌّ، وهذا الأمر هو كمالٌ في حَقِّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهو معجزة من معجزاته الشريفة.

يقول عن هذه المعجزة ابن تيمية: “بَيَّنَ سبحانه من حاله ما يَعْلَمُه العامَّة والخاصَّة، وهو معلومٌ لجميع قومه الذين شاهدوه، متواترٌ عند مَنْ غاب عنه وبَلَغَتْهُ أخباره من جميع الناس أنّه كان أُمِّيًّا لا يقرأ كتابًا، ولا يحفظ كتابًا من الكتب لا المُنَزَّلة ولا غيرها، ولا يكتب بيمينه كتابًا، ولا ينسخ شيئًا من كُتب الناس، المُنَزَّلَة ولا غيرها”.

القرآن الكريم يتحدث عن أمية رسول الله:


وتَعَددت الآيات القرآنية الكريمة التي تُثْبِتُ وتدل على أُمِّيَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتَرُدُّ أيضاً على الذين يَدَّعُونَ ويقولون أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد تَعَلَّم القرآن الكريم من خلال قراءة هذا الكتاب في كُتب الأَوَّلِينَ، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ”…. سورة الجمعة.

وفي قول الله تعالى: “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”….سورة الأعراف، وقال ابن عباس: “كان نَبِيُّكُم أُمِّيًّا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب”.

كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: “وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ”…سورة العنكبوت، وقد عَلّق الزمخشري على تلك الآية من سورة العنكبوت قائلاً: “وأنت أُمِّيٌّ ما عَرَّفَكَ أحدٌ قَطُّ بتلاوة كتاب ولا خطٍّ، {إِذًا} لو كان شيء من ذلك، أي من التلاوة والخطِّ، {لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} من أهل الكتاب، وقالوا: الذي نجده في كتبنا أُمِّيٌّ لا يكتب ولا يقرأ… أو لارتاب مشركو مكة وقالوا: لعله تَعَلَّمَهُ أو كتبه بيده”.


شارك المقالة: