أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

اقرأ في هذا المقال


العقيدة الإسلامية مبدأ ثابت ومحدد، ولا مجال للتغيير أو التبديل فيه، مهما اختلفت الظروف، وتغيرت الأزمان، وهي مستمدة من أصول صحيحة وموثوقة، وعلى كل مسلم أن يعتقد ما يصح من المعتقدات والحقائق، التي جاءت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه _عليه الصلاة والسلام_، لكن هناك مَن يخالف أمر الله تعالى، ولا يتمسك بعقيدته الإسلامية، ويعتقد بالمعتقدات والحقائق الموضوعة على أسس غير موثوقة، ومستمدة من أهواء البشر وميولهم، وسنتحدث فيما يلي عن أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، والفرق بينهم في التزام أوامر الخالق جل وعلا.

من هم أولياء الرحمن؟

إنّ المؤمن الذي يتقي الله تعالى ويلتزم بأمره، ويتمسك بأحكامه، ويعمل بما جاء في كتابه العزيز، ويتّبع ما أوحى به إلى رسوله الكريم، هو المؤمن الذي يوالي خالقه، وهو من أولياء الرحمن.

وأولياء الرحمن هم الفائزون في الدنيا والآخرة برضا ربهم، وبالدرجات العليا عنده سبحانه وتعالى، بسبب تقواهم وإيمانهم بالله تعالى، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، قال تعالى: “أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ”سورة يونس 62، 63.

من هم أولياء الشيطان؟

أولياء الشيطان هم مَن يُخالفون أمر الرحمن، ولا يتمسكون بأحكام الله تعالى التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويتبعون معتقدات أهل البدع والخرفات، يُشركون مع الله آلهة أخرى.

ومن أولياء الشيطان مَن يُنكر حكم الله تعالى وعلو عرشه، ويقومون ببعض الأعمال الغريبة غير المقبولة في الإنسانية، والتي لا تمت للديانات السماوية بشيء، قال تعالى: “وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ” سورة الزخرف 36.

هل في حكم الله تعالى وسط بين الحق والباطل؟

يطلب بعض الناس طريق وسط بين الحق والباطل، لعدم قدرتهم على التخلي عن شهوات الدنيا ومغرياتها، لكن هذا الأمر لا يتوافق مع حكم الله تعالى على الأرض، فالحق لا يلتقي مع الباطل في طريق وسط، وحصر الإسلام الباطل وأبعده عن الحق، ولا يمكن أن يصلح طريق الحق مع الباطل.

والحق هو الطريق الصحيح السليم، الذي لا يشوبه باطل، به يتحقق العدل، ومنه تنبع سعادة الإنسان في الدنيا، وينال الفوز به في الآخرة، ولا وسطية بين الحق والباطل أبداً، فالحق حق والباطل باطل. قال تعالى: فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ” سورة يونس 32.


شارك المقالة: