ما هو أول ما نزل من القرآن الكريم؟

اقرأ في هذا المقال


أول ما نزل من القرآن الكريم:

اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال أحدها وهو ما مال إليه الكثير من أهل العلم قوله تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ﴾ صدق الله العظيم [العلق ١] وهذا ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) الحديث المعروف.

القول الثاني:يا أيها المدثر – ودليل ذلك عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال: ﴿يا أيها المدثر﴾ قلت: يقولون: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ ؟ فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك، وقلت له مثل ما قلت لي.
فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا. فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني. وصبوا علي ماء باردا. قال: فدثروني وصبوا علي ماء باردا قال: فنزلت ﴿يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر﴾، لكن العلماء أجابوا عن هذا التعارض بعدة أجوبة أشهرها أن المراد بالأولية في حديث جابر أولية مخصوصة وهي أولية الأمر بالإنذار، أي: أول ما نزل للرسالة ( يا أيها المدثر) وأول ما نزل للنبوة ( إقرأ باسم ربك الذي خلق).

وأجاب بعضهم بأن مراد جابر أن سورة ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ﴾ أول سورة نزلت كاملة وهذا لا يعارض ( قرأ أول ما نزل ) مطلقاً لأنها لم تنزل كلها بل نزل منها بدايتها.
والدليل على ذلك ويؤيده هذا ما جاء في رواية أخرى عن جابر نفسه في الصحيحين أن رسول الله قال  عن أبي سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد الله: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي: “فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي، فقلت: زملوني زملوني. فزملوني، فأنزل الله ﴿يا أيها المدثر قم فأنذر﴾ إلى: ﴿فاهجر﴾ – قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان -ثم حمي الوحي وتتابع”، وهذا أصح ما جاء في هذا الباب من ناحية الدليل.

القول الثالث: أن أول ما نزل ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الفاتحة ٢] وثبت بما رواه الإمام البيهقي، وقد قال عنه العلماء بأنه حديث مرسل- والحديث المرسل لا تقوم به حجة.

 القول الرابع: أن أول ما نزل (البسملة) وأجاب السيوطي بأن هذا لا يعد قولاً برأسه فإنه من ضرورات نزول السورة، أن تنزل ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾.


شارك المقالة: