إنّ للحديث النّبويّ الشّريف أهميّةٌ كبيرةٌ استشعرها الصّحابة رضوان الله عليهم في نقله وتدوينه وحملها التّابعون رحِمَهم الله تعالى فكانوا خير خلفٍ لهم، تابعوا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الصّحابة رضوان الله عليهم، فكان منهم من تعلّم الحديث ونقله بكثرة وكانوا أعلم من غيرهم ممّن جاء بعدهم لقربهم من حاملي الحديث الشّريف من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،نتحدّث عن أحد التّابعين ألا وهو أُوَيْس القَرنيّ.
نبذة عن أويس
هو التابعي المحدّث، أبو عمرو، أويس بن عامرالقَرْنيُّ، ْمن القَرْنِيِّين، أصله من اليمن، عاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يراه، وشهد الصّحابة الكرام رضي الله عنه ونهل من علمهم بالحديث الشّريف، وقيل عنه أنّه أفضل التابعين لذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم له قبل موته، فحدّث عن ذلك عمر بن الخطّاب وغيره من الصّحابة الأجلاء، بقي باليمن وعاش فيها إلى أحداث الفتنة بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، فناصر عليّ بالكوفة، واستشهد في حادثة صفين في السّنة السّابعة والثّلاثين من الهجرة النّبويّة.
روايته للحديث
كان التابعي أويس القرني من الّذين رووا الحديث النّبويّ عن الصّحابة الأجلاء رضي الله عنهم، وقد جاء إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وروى الحديث عنه وعن علي بن أبي طالب وعن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم، وروى عن أويس كثير من المحدّثين كبشير بن عمرو وعبدالرّحمن بن أبي ليلى.
في فضل أويس
لقد ورد من الأحاديث الشّريفة الصّحيحة في فضل أوَيْسِ القَرْنيّ ما أورده الإمام مسلم في باب من فضائل أويس القرني من طريق أُسَيْر بن جابر (( أنّ أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم رجل ممّن كان يسخر بأُوَيس فقال عمر: هل هاهنا أحد من القَرْنيّين؟، فجاء ذلك الرّجل فقال عمر: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد قال:(أنّ رجلاً يأتيكم من اليمن يُقَال له أوَيْس لا يَدَعُ باليمنِ غيرَ أمٍّ له، قد كان به بَيَاضٌ فدعا الله فأذْهَبَه عنه إلّا موضعَ الدّينار أو الدّرهم فمن لقِيَه منكم فلْيَسْتَغْفرْ لكُم)).
وفي رواية عمر بن الخطًاب من طريق سعيد الحريري:(( فَمُروه فليستغفر لكم))، ويؤخذ من هذا الحديث فضل أُوَيس القرنيّ بين التابعين وهو رأي بعض العلماء في أنّه أفضل التابعين ومنهم الإمام أحمد بن حنْبَل.