ما هي الإجراءات التي اتبعها الرسول - صلى الله عليه وسلم في يهود بني النضير؟

اقرأ في هذا المقال


الإجراءات التي اتبعها الرسول في ممتلكات يهود بني النضير:

لقد ربط الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وهو أول مفسري القرآن الكريم وشـيخهم، بين ما قام به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من إجراءات في يهود بني النضير، وبين ما ورد في سورة الحشر، التي وردت في آيات تلك السورة كمصطلح ومفهوم، وقد ذُكر أن سورة الحشر قد نزلت في يهود بني النضير.

كما أنه أضاف في رواية أخرى “أن رسول رسول الله حاصر بني النضير فاستسلموا على أن يَحقن دماءهم ويجليهم عن أرضهم إلى بلاد الشام”.

وقد ذكر أن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وهو عالم المدينة المنورة وأحد المعاصرين لابـن عبـاس، أن سبب نزول قول الله عز وجل في سورة الحشر: “مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ”، هو قيام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بحرق نخل وزرع يهود بني النضير، وذلك في في أثناء حصـار النبي والمسلمين ليهود بني النضير.

إجـراءات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أرض يهود بني النضير:

يعد كل من ابن عباس وابن عمر وهما أول رواة الحديث الشريف ومن العلماء الذين قاموا بالتحدث عـن ما قام به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من إجـراءات في أرض يهود بني النضير، حيث قاموا بربط ما قام به سيد الخلق من إجراءات بالآيات الكريمة الأولى من سورة الحشر، ولكن الأمر الذي لفت الانتباه أنهما رضي الله عنهما لم يتحدثا عن موقف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تجاه أراضي يهود بني النضير، وما هي الأعمال التي قام به افي هذه الأراضي من عمل بعد أن رحل اليهود عنها.

وهذا الأمر بحد ذاته قد أثار التساؤل عن حقيقة ما قام به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من إجراءات في تلك الأراضي، ولكن الملاحظ أن أحد الرواة وهو الراوي المدني البصري مالـك بـن أوس بـن الحدثان قال إنه قد سمع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “كانـت أمـوال بنـي النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمين عليه بخيل ولا ركاب، وكانت لرسول الله خالصة، وكان رسول الله يعزل نفقة أهله سنة ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله”.

ما قاله الرواة عن أراضي يهود بني النضير:

وبذلك قد تبين لنا أن جميع أراضي يهود بني النضير قد تحولت إلـى فـيء (الغنيمةُ تُنالُ بلا قتال) خـاص بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث لم تكن هذه الأراضي فيئاً بمعنى أنها الملكية العامة للأمة؛ وذلـك نظراً لأن المسـلمين قد حازوا على تلك الأراضي بدون حدوث أي قتال.

وقد استغل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تلك الأراضي وإراداتها وذلك في نفقات أهله الكرام، ولكن الذي تبقى من ذلك قد جعله عليه الصلاة والسلام يقوم بشراء الأسلحة وشراء كل ما يحتاج من متاع للحرب في سبيل الله، ولم يذكر أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد قطع أحداً من هذه الأراضي.

لكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قام بإقطاع أراضي يهود بني النضير (وهو الفيء الخاص) كلها للمهـاجرين من دون الأنصار، وذلك عندما ذكر عن النبي في كتب السيرة: “فكانت لرسول الله خالصة، فقسمها بين المهاجرين، ولم يعط أحـداً مـن الأنصار منها شيئاً، إلا رجلين كانا فقيرين: سماك بن خرشة (أبو دجانه) وسهل بن حنيـف “.

وفي رواية أخرى قد ذكر فيها أنه قد أقطع أكثر تلك الأراضي للمسلمين المهاجرين حين ذكر في كتب السيرة النبوية: “فكانت نخل بني النضير لرسول الله خاصة فأعطاه الله إياها وخصه بها، فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه مـن خيل ولا ركاب (يعني بدون قتال)، فأعطى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين”.

حيث كانت تلك هي الإجراءات التي قام بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الأراضي التي قد حصل عليها من يهود بني النضير بدون أي قتال معهم، والقيام بترحيل يهود بني النضير من تلك الأراضي وجعلها للمسلمين المهاجرين رضوان الله عليهم.


شارك المقالة: