من طبيعة البشر أنَّهم لا يؤمنون الَّا بالأمور الظاهرة المرئية، او الملموسة او المحسوسة، لأجل ذلك كانت معجزات الأنبياء متوافقة مع طبيعة كل أمَّة وقوم وما تقدموا فيه من العلوم، فهناك الكثير من الأمثلة على ما نقول فمن
المعروف أنَّ سيدنا عيسى عليه السلام كانت معجزته إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، وكانت معجزة سيدنا موسى عليه السلام العصى واليد، وهذا كان متوافق مع زمانهم، وعندما اكتمل العقل البشري، بعد ذلك أذن الله سبحانه أن تظهر الرِّسالة الربانية الخالدة، وتحث على التفكير في ملكوت الله، يمشي البدوي على جمله في وسط الصحراء، فينظر إلى عظمة الخالق في السماء، فينظر ويتفكر، ومن المعروف عن الحالة التي كانت تسودها في تلك الفترة .
الإعجاز :
هو إثبات العجز والقصور عن فعل الشيء، وعكسها القدرة ، وهو المعني بالقرآن الكريم، وهو إظهار صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوى رسالته، بإظهار عجز الفصحاء والبلغاء عن معارضته.
المعجزة :
هي أمر خارق للعادة، مع الاقتران بالتحدي، سالم من المعارضة والوقوف ضده، مع توفُّر الإمكانات.
كلنا نعرف ما وصل إليه العرب من البلاغة والفصاحة والنبوغ في اللغة العربية وأساليب البيان، مع طول باعهم في ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما كذبوه وعارضوه وقالوا عنه : من صُنع محمد صلى الله عليه وسلَّم، عند ذلك طلب منهم النبي صلى الله عليه أن يأتوا بمثله أو بشيء من آياته فعجزوا فلم يستطيعوا ولم يقدروا.
وقد ذكر القرآن هذا التحدي في ثلاث آيات:
في البداية تحداهم وقال لهم ﴿قُل لَّىِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰۤ أَن یَأۡتُوا۟ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا یَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضࣲ ظَهِیرࣰا﴾ [الإسراء ٨٨] فعجزوا فنزل معهم إلى أقل من ذلك، ثمَّ تحداهم بأن يأتوا بعشر سور فقال لهم ﴿أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِعَشۡرِ سُوَرࣲ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَیَـٰتࣲ وَٱدۡعُوا۟ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [هود ١٣] فعجزوا فنزل إلى أقل من ذلك فقال لهم: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ٢٣]
والقرآن معجز بكل ما تحمله من كلمات وعبر فهو معجز في ألفاظه، وأسلوبه، ومعارفه، وعلومه، وتشريعه، القرآن هو السَّبب الذي أوصلهم الى عنان السَّماء من الرِّفعة والمعرفة والعزِّ والتمكين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب ويضع به آخرين .