استعارة الرسول السلاح من المشركين في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


استعارة الرسول السلاح من المشركين:

ولمّا قرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة المكرمة حتى يواجه هوازن خارج مكة، قام بتقييم العتاد الحربي العسكري الذي كان يحتاجه جيشه، فوجد أنّ هناك نقصاً في الجاهزية وفي العتاد لابد أن يكتمل ليكتمل تسليح جيش المسلمين الذي يقدم على معركة فاصلة وقوية يتقرر فيها مصير دين الله الإسلام والمسلمين، فقد كان عدوه أكثر عدداً وأكثر تسليحاً، لهذا فقد فكر في مصدر يحصل منه على العتاد والسلاح الحربي الذي يكمل تسليح الجيش النبوي.

فقد كان صفوان بن أميّة الذي يعتبر من كبار زعماء مكة المكرمة وكان من أغنيائها وقد كان من أشهر تجار السلاح. وكان رغم سيطرة المسلمين على مكة المكرمة وإعطائه الأمان من قبل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم – لكنّه بقى على شركه فلم يجبره الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  على الدخول في الإسلام حتى دخل فيه مختارًا بعد أن عاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من حنين منتصراً.

حيث بحث الرسول صلى الله عليه وسلم عن مصدر للسلاح ليكمل به جيشه فقد وجد مصدرين في مكة المكرمة فقط ولم يجد في غيرها، حيث استطاع أن يحصل منهما على ما يحتاجه من سلاح للمعركة القادمة الفاصلة.

وهذان المصدران هما ابن عمه نوفل بن الحارث وصفوان بن أمية، وفي مكة فاتحه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنّه بحاجة كبيرة إلى السلاح وذلك نظراً لكونه مقدماً على خوض معركة كبيرة وهامة وحاسمة مع هوازن، وقد طلب منه أن يمده بالسلاح قائلاً: “يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلق به عدونا غداً، فقال صفوان : أغصباً يا محمد ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك. قال: ليس بهذا بأس” . حيث أعطاه مئة درع بما يكفيها من السلاح (رماحًا وسيوفًا).

وعند ذلك طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية أن يتولى نقل السلاح إلى مكان المعركة قائلاً: “اكفنا حملها” ، فحملها صفوان على إبله إلى أوطاس فنقلها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

أمّا نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الذي يعتبر من كبار تجار السلاح أيضاً فقد أعان النبي صلى الله عليه وسلم  في معركة حنين بثلاثة آلاف رمح، وقد استفاد الجيش الإسلامي فائدة عظمی من رماح نوفل بن الحارث هذه يوم حنين، شهد بذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال لنوفل: “كأنّي أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين “.


شارك المقالة: