قصر المنفصل من أحكام التجويد التي عمل بها حفص، دون أن ينقلها عن طريق الشاطبية، لذلك عمل علماء التجويد على تدوين مجموعة من التنبيهات في مؤلفاتهم، لعدم وقوع مَن بعدهم من القراء بالخطأ.
مفهوم قصر المنفصل
القصر هو عدم إعطاء المد المقدار اللازم من الحركات لإظهاره، ويكون القصر على حركتين لا أقل؛ لأنّ أصل الحرف لا يظهر إلا بحركتين، ولا يقرأ بقصر المنفصل إلا المتمكن من تطبيق الأحكام المترتبة عليه، كما على القارئ إذا قام بقصر المنفصل في تلاوته، أن يقصر في جميع المواضع التي يجوز فيها القصر، فيجب أن يتمّ القارئ تلاوته كما بدأ على وجه واحد، فإما القصر من البداية، وإما المد.
أحكام يجب مراعاتها عند قصر المنفصل
- قرأ حفص بتوسيط المتصل لأربع حركات عند قصر المنفصل، فهذا أنسب للقراء وأيسر لهم.
- أشبع حفص المد في ثلاث مواضع في القرآن الكريم عند قصر المنفصل، حيث مدّه بمقدار ست حركات، وهذه الكلمات هي: “ءآلذَّكَرَيْنِ” في سورة الأنعام 143، “ءَآللهُ” في سورة يونس 59، “ءَآلْئَنَ” في سورة يونس 91.
- في سورة الروم الآية 54، قرأ حفص كلمتي “ضَعْفٍ – ضَعْفًا” بفتح حرف الضاد، وقرأها في أوقات قليلة بالضم، لذلك كان الفتح أولى.
- وقف حفص على كلمة “لا تأمنّا” في سورة يوسف 11 بالإشمام، مع ضم الشفتين، عند قصر المنفصل.
- عند قصر المنفصل أظهر حفص النون في نهاية حرف السين من “يس” بداية سورة يس وجوباً، والنون في نهاية حرف النون من بداية سورة القلم “ن والقلم”.
- وعند قصر المنفصل فخّم حفص حرف الراء في كلمة “فِرْقٍ” من سورة الشعراء، لإظهار صفة التفخيم على حرف القاف من بعدها.
- وقرأ حفص حرف الصاد سيناً، عند قصر المنفصل، مع أنّ قراءتها بالصاد أولى، في بعض الكلمات، منها “المُصَيْطِرُونَ” سورة الطور 37.
- في بداية سورة مريم “كهيعص”، وبداية سورة الشورى “عسق”، ومع قصر المنفصل، لم يُشبع حفص صوت حرف العين، وتوسط في لفظه.
- كما ترك حفص التكبير قبل سورة الضحى وبعدها، رغم أنّ التكبير رواية ضعيفة، رواه بعض علماء التجويد والقراءة.
- أوجب حفص السكت في مواضع السكت الخاصة به، عند قصر المنفصل، مع أنها جائزة في غير قصر المنفصل وليست واجبة، لكن الأفضل، القراءة مع الوقف بالسكت في تلك الموضع.
