الأخبار عن الرومان في غزوة تبوك
لقد كانت الأنباء والأخبار تترامى وتنتشر إلى المدينة المنورة بأعداد جيش الرومان لاستعدادهم لغزوة ومعركة حاسمة وقوية ضد جيش المسلمين، حتى أنّه كان هناك بعض الخوف الذي يحيط بالمسلمين من كل حين، حتى أنهم لا يسمعون صوتاً غير معتاد إلّا وقد ظنوا أنّ هذا الصوت هو زحف الرومان.
وقد كان هذا يظهر جلياً لما وقع للصحابي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد آلی من نسائه مدّة شهر، وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة النبوية الكريمة، وكان النبي قد هجرهنّ وأيضاً اعتزل عنهنّ في مشربة له، حتى أنّه لم يفطن الصحابة إلى حقيقة هذا الأمر في البداية، لأنّهم قد ظنوا أنّ سيدنا محمد طلقهنّ، فكان قد سرى فيهم بعض من الهم والحزن والقلق.
ويروي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قصة فيقول فيها:
“وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت آتية أنا بالخبر، (حيث كانا يسكنان في عوالي المدينة المنورة، وكانا يتناوبان إلى النبي)، ونحن نتخوف ملكاً من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، ويقول: افتح، افتح، فقلت له : هل جاء الغساني؟، فقال الرجل: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه”.