اقرأ في هذا المقال
الأعراب يلحون على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم في تقسيم السبايا والغنائم:
لقد كانت السبايا من النساء ومن الأطفال من قبيلة هوازن عددهم يقدر بحوالي ستة آلاف شخص، وكان من رجال هوازن أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم.
حيث كانت حليمة السعدية الهوازنية التي أرضعته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد قام بتأخير تقسيم الغنائم والسبايا حوالي مدة شهر، وذلك على أمل أن يتقدم الهوازنيون الاسترحام للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلبون منه تحرير ذراريهم وعائلاتهم فيحررهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تجري عليهم القسمة بين الجيش.
ولكن أحداً من قبيلة ورجالها هوازن طوال شهر ( والسبي متحفظ عليه ) لم يتقدم بأيّ طلب مع أنّي هذه المدة كافية للمجيء للطلب مع مثل هذا الاسترحام .
وكانت السبايا والغنائم بموجب قانون الحرب في قانون الإسلام هي ملكاً لجيش الإسلام ( بعد الخمس الذي نص القرآن على أن يكون تحت تصرف النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف لينفقه حسب مقتضيات المصلحة العامة)، وقد اضطر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف إلى القيام بتوزيع غنائم المعركة بمن فيهم السبايا.
وبعد تقسيم الغنائم وتوزيع السبايا جاء وفد من قبيلة هوازن ورجالها يطلب من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الله أن يحرر السبايا ولكن بعد تقسيمه على أفراد القوات المسلحة النبوية الإسلامية التي شاركت في معركة وواقعة غزوة حنين، غير أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حقق رغبة قبيلة هوازن وسادتها فحرر السبايا وكل رقيق الحرب منهم.
لقد ألحّ الأعراب كثيراً وطلبوا من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حينها ومنهم الذين ساهموا في معركة حنين وكانوا كثيرين، حيث ألحوا على النبي الشريف بعد عودته من مدينة الطائف يسألون النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الإسراع بتوزيع السبايا والغنائم حتى ضايقوه وضربوا حوله شبه دائرة حتى سقط ردائه من على عاتقه لشدّة الزحام.
قال أصحاب المغازي والسير وكما ذكر في التراجم: “وجعلت الأعراب في طريقه يسألونه وكثروا عليه، يقولون حينها: أقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداؤه، فقال: ردوا على ردائي( أعطوني ردائي أيها الناس) ، فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد هذه العضاة نعماً لقسمته فيكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً، ثم قام نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم إلى جنب بعير فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين إصبعيه ثم رفعها فقال: أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة، وعند بعضهم: ( والله ما يحل لكم مما أفاء الله عز وجل عليكم ولا مثل هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط فإنّ الغلول عار وشنار يوم القيامة)”.