البيعة بعد فتح مكة

اقرأ في هذا المقال


وبعد أن فتح الله مكة المكرمة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين تبين واتضح لأهل مكة المكرمة الحق المبين، عندها علم أهل مكة أن لا طريق إلى النجاح إلا دين الإسلام والدخول فيه، عندها انقادوا وخضعوا للأمر، وبعد ذلك اجتمع أهل مكة للبيعة.

فجلس نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الصفا حتى يبايع أهل مكة، فبايعوا النبي محمد عليه الصلاة والسلام على السمع والطاعة فيما استطاعوا، وعندما انتهى وخلص النبي من البيعة مع الرجال بدأ ياخذ في البيعة مع النساء، وكان النبي وقتها على الصفا، وكان سيدنا عمر بن الخطاب أسفل منه، يبايعهن النبي بأمره ويبلغهن عن النبي، لكن بعد ذلك جاءت هند بنت عتبة وهي زوجة أبو سفيان، وكانت هند بنت عتبة متنكرة بسبب خوفها من أن يعرفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بسبب ما فعلت بسيدنا حمزة بن عبد المطلب.

ثم قال نبي الله محمد: “أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئاً” ، فبايع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء على ألا يشركن بالله شيئاً، وبعد ذلك قال رسول الله: (وأن لا تسرقن)، لكن حينها قالت هند بنت عتبة: (إنّ أبا سفيان رجل بخيل)، عندها قال أبو سفيان لهند: (ما أصبت فهو حلال لك يا هند، عندها ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها، فقال النبي: “وإنّك لهند” قالت هند : نعم أنا هند، ومن ثم قالت للنبي: أن اعفوا عمّا مضى يا نبي الله، عفا الله عنك. فقال النبي: (ولا يزنين)، فردة هند: (أوتزني الحرّة)، فقال سيدنا محمد: (ولا يقتلن أولادهنّ)، فأجابة هند: إنّنا ربيناهم صغاراً، وأنتم قتلتموهم كباراً، فأنتم وهم أعلم.

وقد كان لها ابن اسمه حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم غزوة بدر، وبعد ذلك قال رسول الله: (ولا يأتين ببهتان)، فردت هند حينها وحلفت بالله بأنّ البهتان لأمر في غاية القبح، وقالت هند: (ما تأمرنا إلّا بالرشد ومكارم الأخلاق)، ومن ثم قال رسول الله: (ولا يعصينك في معروف)، فقالت هند وقد حلفت بالله: “أن ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك”، وعندما عادت هند بنت عتبة قامت تكسر صنمها الذي عندها، وكانت تقول: (كنّا منك في غرور).

وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة مدّة تسعة عشر يوماً، حيث كان النبي يجدد فيها معالم الدين الإسلامي، ويقوم بإرشاد الناس إلى طريق الهدى والتقى، وخلال تلك الأيام كانت قد جددت أنصاب الحرم، وقام ببث وأرسال ونشر السرايا للدعوة إلى دين الله الإسلام، ووقتها كُسرت جميع الأوثان والاصنام التي كانت حول مكة المكرمة، وقد نودي بمكة أنّه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك في بيته صنماً إلا قام وكسره.


شارك المقالة: