التعليل في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


خلق الله الإنسان ويعلم أن نفسه البشرية تسأل عن كل ما تدركه حواسه، فالإنسان بطبعه يحب أن يبحث عن علل وأسباب لكل ما يدور من حوله، زيادة في المعرفة.

التعليل في القرآن الكريم

في اللغة: أصلها من كلمة عِلة، وقيل أن معناها المرض، وقيل بمعنى الضرة أي الزوجة الثانية، وقيل أنها العذر.

وفي الاصطلاح: بأن يذكر الشيء معللاً، لأنه في ذكر الشيء مع تعليل يكون أبلغ.

أسباب ذكر التعليل في القرآن الكريم

لأن النفس البشرية غالباً ما تنقل الكلام معللاً، وأغلب ما جاء في القرآن الكريم هو جواب لسؤال جاء في الجملة الأولى.

الأحرف الدالة على التعليل في القرآن الكريم

1- حرف اللام: وتسمى أم باب التعليل وهي الأصل فيه، وسميت بذلك لأنها الأكثر وروداً في القرآن الكريم، وقد تفيد الاختصاص، كقوله تعالى: “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ” (سورة الإنسان:9)، وقد تفيد بمعنى من أجل كقوله تعالى: “قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ” (سورة البقرة:76).

وقد تدخل اللام على السبب فيكون أن ما جاء بعدها سبب لما هو قبلها، كقوله تعالى: “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” (سورة التوبة:33).

2- حرف الباء: كقوله تعالى: “يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ” (سورة التوبة:35).

وقد يأتي التعليل بحروف ثنائية :

1- التعليل بـ(إذ): كقوله تعالى: “وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ” (سورة الزخرف:39).

2- التعليل بـ(أو): كقوله تعالى: “وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى(4)” (سورة عبس:3-4).

3- التعليل بـ(في): كقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى” (سورة البقرة:178).

4- التعليل بـ(كي): كقوله تعالى: “فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ” (سورة القصص:13).

5- التعليل بـ(مِن): كقوله تعالى: “يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ” (سورة البقرة:273).

وقد يأتي التعليل بحروف ثلاثية، مثل: إذن، إلى، على، كما، وقد يأتي بحروف رباعية، مثل: حتى، لعل.

المصدر: البرهان في علوم القرآن،بدر الدين الزركشي،2006اسلوب التعليل وطرائقه في القرآن الكريم،يونس الجنابي،2004موسوعة علوم القرآن،عبدالقادر منصور،2002مباحث في علوم القرآن،مناع القطان،2000


شارك المقالة: