يقول تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (سورة الرعد:11)، فالتغيير مطلوب من حال إلى حال أفضل ولكن ما هو التغيير في القرآن الكريم.
مفهوم التغيير
هو تبديل شيء لم يكن من قبل وتبديله بشيء جديد، ويمكن القول ابتداع شيء جديد لم يكن له وجود بالأصل إما خيراً وإما شراً.
أهمية التغيير في القرآن الكريم
التغيير أمر ضروري وهو مطلوب من المجتمع والفرد، ولكن إلى ما هو أفضل، ويمكن أن يكون إلى الأسوأ، فلذلك أرسل الله أنبيائه إلى العباد لتغيير حالهم من عبادة الأوثان والأصنام إلى عبادة رب العباد.
والله سبحانه وتعالى وضع سنة كونية ثابتة في التغيير، بأن لا يبدل ولا يغير بأحوال الناس سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي حتى يبادروا هم بتغيير ما بأنفسهم، سواء بالخير أم بالشر، قال تعالى: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (سورة الأنفال:53)
لفظ التغيير في القرآن الكريم
ورد لفظ التغيير في القرآن الكريم ستة مرات ولكن بصياغات مختلفة فقد وردت بلفظ “يُغَيِّرُوا“، ولفظ “مُغَيِّرًا“، ولفظ “يُغَيِّرُنَّ“، ولفظ “يُغَيِّرُ“، ولفظ “يَتَغَيَّرْ“.
فوائد التغيير على النفس
كان للتغيير أثر على حياة النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر، فكيف بمن هو دونه من عامة الناس فالتغيير له وقعه في النفس البشرية، فقد غير حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحالة التي كانوا يعيشون فيها من عبادة للأوثان والأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد.
فيجب على الذي يحاول أن يغير ما بنفسه إلى الأفضل أن يسعى وأن لا يكل ولا يمل وأن يكون ذو همة عالية وعزيمة قوية وأن يجتهد في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يعطيه القوة والصبر على مجاهدة النفس ليصبح أفضل بإذن الله.