التقرير في الحديث

اقرأ في هذا المقال


إنّ الحديث النّبويّ الشريف هو: كل ماصدر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من قول أو فعل أوتقرير أو صفة خَلْقيّة أو خُلُقِيّة، فالقوليّة ما صدر من أقوالٍ من النّبي عليه الصّلاة والسّلام، والفعليَّة فعل قام به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،والصِّفة الخَلْقيّة هي صفة خلق النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والخُلُقيّة هي أخلاق كانت في النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ويبقى من أقسام الحديث التقرير، فما هو التقرير في علم الحديث الشريف والسنّة، وما هي حجيّته.

مفهوم التقرير

التقرير لغة: من أقرَّ الرأي واعتمده ورأى أنّه صواباً.

وفي الاصطلاح: إقرار النّبي صلّى الله عليه وسلّم لرأي في حكم شرعي في زمنه فيقرّ أنّه صواب، إمّا بالسكوت وعدم التعليق منه بإنكار، أو أن يوضح أنَّ هذا الرأي هو الصواب فيقرُّه بتأييده.

حجيّة التقرير في التشريع

إنّ تقرير النّبي صلّى الله عليه وسلّم حقٌ واجب الاتّباع، وبوصف محمّد صلّى الله عليه وسلّم نبياً لا ينطق عن الهوى ولا يسكت عن باطل ، فكان التقرير منه على أحكام عرضت عليه فسكت وأقرّها هو بمثابة وحي مصدِّق لها، لأنّ النّبي معصوم بالنّبوة وبتأييد الوحي عن خطأ في مجال التشريع، ومهمَّته بيان الحق للناس.

والتقرير من النّبي صلّى الله عليه وسلّم يعتبر من الحديث والسنّة أيضاً، فليس كل أنواع الحديث كالصِّفة الخَلْقيّة مثلاً من السنة النّبوية، لأنّ مدار السنة النّبويّة تتكلم في اللاعتبار والاقتداء والتشريع، أمّا التقرير هو سنّة واجبة الاتّباع لأنّها تكون في حكم شرعي أقرّه الّنّبي صلّى الله عليه وسلّم.

أمثلة على التقرير في الحديث والسنّة

لقد أوردت كتب الحديث والسنّة كثيراً من ما ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم من تقرير لأفعال أو أقوال ومن الأمثلة على ذلك:

1ـ حديث عبدالله بن عمر في الصحيحين قال: (نادى فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم انصرف عن الأحزاب((أن لا يصليّنَّ أحدٌ الظهر إلّا في بني قريضة))، فتخوَّف ناس فَوات الوقت فصلّوا دون بني قريضة، وقال آخرون لا نصلّي إلّا حيث أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنْ فاتنا الوقت، قال:فما عنّف واحداً منّا) وفي هذا الحديث إقرار للنّبي على فعل الفريقين، بسكوته وعدم تخطئة أيٍّ منهما.

2ـ حديث عبدالله بن مُغَفّل قال:( أصبت جراباً من شحم يوم خيبر، قال:فالتزمته، فقلت لا أعطي أحداً من هذا شيئاً، قال:فالتَفَتُّ فإذا رسول الله مبتسماً) ومن هذا الحديث أستدلّ العلماء على جواز أكل الشُّحوم من اليهود.

وغيرها من الأحاديث التّي تبين تقرير النّبي صلّى الله عليه وسلّم لأفعال وأقوال، وإثباتها بالسُّكوت او التأييد.


شارك المقالة: