لقد كان لعلماء الحديث النّبويّ الشريف رحلة طويلة في الرواية والتحقيق والتدوين، وكان منهم منْ اختصّوا في الحديث الصحيح كالإمام البخاريّ ومسلم وغيرهم ممن اشترطوا في نقل روايات كتبهم عن الصحيح المتصل السند للرواة الثقات المقبول روايتهم، وكان منهم منْ نقل الصّحيح والحسن والحديث الضّعيف، والحديث الحسن منْ كان في روايته أقلّ درجة من الصحيح في ضبط رواته، وأمّا الضّعيف من فقد شرطاً من شروط الرواية الصّحيحة، ومِنَ الّذين ألّفوا في الصّحيح والحسن والضعيف الإمام التّرمذيّ رحمه الله تعالى في كتابه الجامع.
نبذه عن الجامع الصحيح
نقل العلماء بروايات ثابتة بأنّ اسم الجامع الصحيح للإمام التّرمذيّ هوالجامع المختصر من السُّنن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعرفة الصحيح والمعلول وماعليه العمل، وهو كتاب ألّفه الإمام أبو عيسى، محمّد بن عيسى الضّحاك التّرمذيّ، بعد رحلة طويلة في جمع الحديث وتلقيه من المحدّثين الكبار ورحلات علم للجمع والتحقيق والتدقيق،وهو أحد المحدّثين أصحاب السنن، وكتاب الجامع أحد كتب السنة الستة، ويأتي بالمرتبة الخامسة في كتب السنَّة، وقدأثنى العلماء على الكتاب الجامع بحسن التأليف والرواية.
منهج الإمام الترمذيّ في الجامع
لقد كان الإمام التّرمذيّ من الذين أحدثوا تغييراً على منهاج الّذين سبقوه في التأليف، وخاصّةً الشيخان البخاريّ ومسلم، وهما من الّذين تخصّصوا في الحديث الصحيح وروايته في كتبهم، فتوسّع الإمام التّرمذيّ وروى الأحاديث الصحيحة والحسنة والضّعيفة، وكان من أوائل الّذين ألّفوا في الحديث الحسن وتوسعوا فيه، وكان رحمه الله له منهجاً مميزاً في نقل الرواية، فكان يوردها ذاكراً درجة الحديث ، ويذكر أيضاً مذاهب الفقهاء في أحاديث الأحكام والحكم المستخرج منها، وكان رحمه الله قد تعدَّى ما أقتصر عليه البخاري ومسلم من الرواة، ليروي عن طبقات أخرى لم يروِ الشيخان لهما، وقد جاء الإمام الألبانيّ رحمه الله تعالى في العصر الحديث فقسّم الجامع إلى صحيح الترمذي وضعيف الترمذي.
أهم الشروح للجامع الصحيح
لقد كان للجامع الصحيح شروحاً متعدّدة، وذلك لأهميته في الحديث النّبويّ الشريف، ونقلة بطريقة قد تكون أسهل لطلبة العلم والقارئين والشّارحين، وقد ظهرت عدَّة شروح للجامع الصحيح للتّرمذيّ، نذكر منها:
1ـ عارضة الأحوذي شرح سُنن الترمذيّ لأبي بكر بن العربي المالكي.
2ـ تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذيّ للإمام المباركفوري.