اقرأ في هذا المقال
وبعد أن وصل الجيش الإسلامي إلى ذي طوى تحركت واتجهت كل كتيبة من كتائب جيش المسلمين إلى الطرق التي كلفها النبي أن تدخل منها.
فكتيبة الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه ومن معه من أصحابه لم يلقهم أحد من كفار قريش إلّا وأناموه (يقصد بها وقتلوه). حيث قتل في ذلك القتال بعض من أصحاب خالد بن الوليد من المسلمين، وكان ممَّن قُتِلوا الصحابي كرز بن جابر، والصحابي خنيس بن خالد رضي الله عنهم وأرضاهم ، حيث كانا قد غيرا طريقهم وسلكا غير طريق كتيبتهم، فعندما سلكوا طريقاً غير طريق خالد، قتلوا كلهم، وأمّا عن كفار وسفهاء قريش فقد لقيهم الصحابي خالد بن الوليد وأصحابه بالخندمة، حيث كانت بينهم بعض المناوشات، عندها أصابوا في تلك المناوشات من كفار وسفهاء قريش اثني عشر رجلاً.
عندها ما كان من الكفار إلّا أن هربوا، ولكنّ الأمر الأهم هو هرب وانهزام رجل اسمه حماس بن قيس، وهو الرجل الذي كان يجهز السلاح لقتال جيش المسلمين، وهرب من القتال حتى دخل إلى بيته وقال لزوجته: أغلقي عليَّ الباب، فقالت له زوجته: (وأين ما كنت تقول)، فقال حماس بن قيس:
إنَّك لو شهدت يوم الخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه
واستقبلتنا بالسيوف المسلمه يقطعنَ كل ساعد وجمجمه
ضرباً فلا يُسمع إلّا غمغمه لهم نهيت خلفنا وهمهمه
لم تنطقي في اللوم أدني كلمه
وبعد أن هرب الكفار بعد تلك المناوشات، أقبل الصحابي الجليل خالد بن الوليد يطوف حول مكة المكرمة مترقباً حتى وافى النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصّفا.
وكان الصحابي الجليل الزبير بن العوان يتقدم حتى قام بنصب راية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح، وقد ضرب له هناك قبّة، حينها لم يبرح من مكانه حتى جاء إليه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي تلك الأحدات التزمت جميع الكتائب الإسلامية بتوجيهات النبي، والأماكن التي أمر النبي أن يكونوا متواجدين فيها، حتى يتحقق مراد خير الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم من تلك التوصيات والأوامر.