الحكمة من ذكر المتشابه في القرآن

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أنَّ المتشابه هو ما لا يستطيع الوقوف على تفسيره ولا فهم معناه ، فيكون مذهب التفويض هو الحق، وذلك دلالة على قوله تعالى ﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ … الى أن قال ” وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾
[آل عمران ٧]
فالواو في كلمة (( الراسخون )) تدل على ابتداء الكلام واستئنافه، فقد روى البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت عند قوله (فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُ ) … فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذرهم ).

وأخرج الدارمي بسنده عن سليمان بن يسار: أنَّ رجلاً يقال له ابن إصبيغ قد قدِم إلى المدينة النبوية، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه سيدنا عمر الفاروق، وقد أعدَّ له عراجين النَّخل، فقال له: من أنت؟ قال أنا عبدالله بن صبيغ، فأخذ عمر عرجوناً فضربه حتى دمى رأسه، والرواية الإخرى تقول: أنَّه ضربه حتى في ظهره دبره، ثمَّ تركه حتى برأ، ثمَّ عاد….. إلى أن قال: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، فأذن له أن يعود إلى أرضه، وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألَّا يُجالسه أحد من المسلمين.

أحكام من ذكرالمتشابه في القرآن الكريم

  • رحمة الله بالناس: فقد أخفى الله سبحانه وتعالى وقت قيام السَّاعة، وذلك لكي يبقى الناس في اهتمام واستعداد للآخرة، وكذلك لكي يبتعدوا عن الخوف الذي يُهلك نفوسهم، ويقعدهم عن العمل.   
  • الابتلاء والاختبار: من أهداف الإيمان بالغيب اختبار البشر في ثقتهم بالخبر الصَّادق، وتمييز المؤمن الصَّادق من الكاذب قال تعالى (فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَیَقُولُونَ مَاذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلࣰاۘ یُضِلُّ بِهِۦ كَثِیرࣰا وَیَهۡدِی بِهِۦ كَثِیرࣰاۚ وَمَا یُضِلُّ بِهِۦۤ إِلَّا ٱلۡفَـٰسِقِینَ﴾ [البقرة ٢٦]
  • إقامة الحجَّة والدليل على عجز الإنسان وجهالته مهما قوي وعظم استعداده، وزاد علمه وثقافته ﴿عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ﴾ [العلق ٥]
  • كلَّما وُجد التشابه في القرآن، كلَّما كان الوصول إلى الصواب والحق، أصعب، وهذا الأمر يقتضي الثواب والأجر.
  • وجود التشابه في القرآن يضطر الباحث والناظر إلى البحث عن الأدلَّة، فيخلص الرَّاسخ والصَّادق من ظلام التقليد، ويتميَّز العامِّي عن العالم، وتبرز مكانة العقل ومكانته في الدين، وأهميَّة إعماله في فهم كتاب الله تعالى .

شارك المقالة: