الخيل في مقدمة الجيش النبوي في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


الخيل في مقدمة الجيش النبوي:

وعندما استكمل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسليح جيشه وحشده قرَّر التحرك به من مكة المكرمة، ومن ثم أصدر مرسوماً عين بموجبه أحد شباب قريش الصادقين المخلصين في إسلامهم أميرًا حتى ينوب عنه على مكة المكرمة وليدير شؤونها في حالة غيابه.

النبي يعين عتاب أميراً على مكة قبل مغادرته مكة:

والشاب الأمير الذي قد عينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حاكما على أهل مكة المكرمة هو عتّاب بن أسيد.

وتلك هي عادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الإدارية إذا عندما يغادر المدينة المنورة أقام عليها أميراً نائباً عنه حتى عودته إليها، وقد بقي عتاب بن أسيد أميراً على مكة المكرمة حتى بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وبعد مغادرته مكة راجعًا إلى المدينة.

بل أنّه قد بقي عتاب أميراً على مكة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي بالاشتراك مع سهيل بن عمرو هدد أهل مكة المكرمة بالقتل إن هم حاولوا الارتداد عن الإسلام وذلك عندما ارتد كثير من العرب وشاعت شائعات في مكة بأنّ عناصر من أهل مكة يفكرون في الخروج من الإسلام والارتداد عنه. فصعد سهيل بن عمرو المنبر وقال: “يا أهل مكة لا تكونوا آخر الناس إسلاماً وأولهم ارتداداً، وقال عتاب بن أسيد: من تأخر عن حضور الصلاة في المسجد ضربنا عنقه أو كما قال”.

ومع أنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد قسم جيشه ومن ثم نظمه عند التعبئة على أساس قبلي فصار الجيش النبوي يتألف من تسع وعشرين فصيلة، فصيلتان من المهاجرين وتسع من الأنصار، وثماني عشر من مختلف القبائل من أهل البادية.

فقد أبقى تعبئة الخيل على ما قد كانت عليه عند دخوله مكة لتحريرها، فقد جعل الخيل عند تحرُّکه من مكة إلى حنين في مقدمة الجيش النبوي ، ورغم أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد نظم جيشه ورتبه على أساس قبلي إلا أنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جعل وبصورة استثنائية القائد الشهير خالد بن الوليد قائدة على ألف فارس، كلهم من بني سليم يقودهم ثلاثة من ساداتهم.

وكانوا هم: “العباس بن مرداس والحجاج بن علاط وخفاف بن ندبة”، فظل خالد قائداً عاما للخيل حتى انتهت معركة حنين وحصار الطائف، ولم يزل خالد على مقدمة الجيش حتى عاد النبي عليه افضل الصلاة والسلام من حنين والطائف إلى الجعرانة.

وأن جعل الخيل في مقدمة الجيش أسلوب يتبعه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم دوماً في حروبه عندما تكون لديه في الجيش خيل متوفرة، لأنّ الخيل في ذلك العصر أقوى سلاح في أي جيش على الإطلاق، وهو بمثابة سلاح المدرعات في عصرنا هذا.


شارك المقالة: