تُظهر السنة النبوية الشريفة العديد من الأمور التي تُبيّن مدى حب النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأمته، حيث أنَّه لم يؤثر عن الأنبياء الآخرين مدى حبهم لأمتهم وحرصهم عليها وهذا كما أُثر عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ“، صدق الله العظيم. وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الدعاء الذي كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يدعوه في كل صلاة لأمته.
ما هو الدعاء الذي كان النبي يدعوه في كل صلاة
في رواية عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها زوجة النبي الكريم أنَّها قالت: ” لما رأيت من النبي صلَّ الله عليه وسلَّم طِيب النفس، قُلت: يا رسول الله! ادعُ الله لي، فقال عليه السلام: “اللَّهُمَّ اغفر لعائشة ما تقدَّم من ذنبها وما تأخر، وما أسرَّت وما أعلنت“، ثمَّ همَّت السيدة عائشة رضوان الله عليه ضاحكة، إلى أن سقط رأسُها في حجرها، وهذا من كُثر الضحك، فقال لها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: “ أيسرُّك دُعائي؟”، فقالت له مجيبةً: “وما لي لا يُرُّني دعاؤك؟”، فردَّ عليه النبي قائلاً: ” والله إنَّها لدعوتي لأمتي في كل صلاة“.
وهذا الدُعاء يعتبر من أبرز الصور التي كانت تُبيّن حبِّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأمته، حيث كان يقول ذلك الدُعاء في كل صلاة يُصليها عليه السلام، وهذا عدا عن شفاعته التي أجلَّها لأمته يوم القيامة لكي يشفع لهم، ولم يؤجل أحد الأنبياء والرسل شفاعته لأمته ليوم القيامة كالنبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم.
إلى جانب دعاء النبي عليه السلام لأمته يوم عرفة، حيث دعا الله تبارك وتعالى قائلاً: “أيَّ ربِّ إن شئتَ أعطيت المظلوم من الجنَّة، وغفرت للظالم“، أي أنَّه دعا لأمته بالمغفرة يوم عرفة”، فاستجاب له الله عزَّ وجل ويقول بعدما سأله أبو بكر الصديق عن السبب الذي أضحكه قال له: “إنَّ عدو الله إبليس، لمَّا علِمَ أنَّ الله عزَّ وجلّ، قد استجاب دُعائي، وغفر لأمتي، أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثُبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه“.