يعتبر القبر هو ذلك الموضع الذي يوضع به البشر بعد انتهاء حياتهم الدُنيا وخروج الروح، وعندما يَمرّ المسلم الفرد العبد بمكان دفن الإنسان أو مجموعة القبور أن يقول ذلك الدُعاء الذي أمرنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله في تلك الأثناء.
ما هو الدعاء الذي يقوله المسلم عند المرور بالقبور
ذكر النبي عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم ذلك الدعاء الذي يقوله العبد المسلم عندما يَمرّ بالقبور، حيث كان النبي يقوله، ففي رواية عن السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق زوجة النبي رضي الله عنها وأرضاها أنَّها قالت: “كان رسُولُ اللَّهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، كُلَّما كان لَيْلَتها منْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلى البَقِيعِ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤمِنينَ، وأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ، غَداً مُؤَجَّلُونَ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ“.
وعند قول النبي عيه الصلاة والسلام: “وأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ“، أي أنَّ الموت الذي وعدكم الله به قد أتى، وقوله: “وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ“، أي أنَّ فيه إقرار واعتراف بأنَّنا لاحقون بالذين هم في القبور، وفي الحديث السابق ذكره أعلاه يدعو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لِمن في القبور بأن يغفر لهم الله سيئاتهم.
وفي رواية أخرى عن الصحابي الجليل عبدالله بن العباس حبر الأمة قال: “مَرَّ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بِقُبورٍ بالمَدِينَةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بوَجْهِهِ فقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنا وَلَكُمْ، أَنْتُم سَلَفُنا ونحْنُ بالأَثَرِ“. رواهُ الترمذي.
وفي رواية أخرى عن الصحابي الجليل بُريدة رضي الله عنه وأرضاه قال: “أنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُهم إذا خرجوا إلى المقابِرِ، فكان قائِلُهم يقول: السَّلامُ عليكم أهْلَ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله لَلاحِقونَ، أسأَلُ الله لنا ولكم العافِيةَ“.
وهذه من أهم الأدعية أو الأذكار التي ينبغي على الفرد المسلم أن يقولها عند زيارة القبور، كما وأنَّه من المُستحب أن يدعو المسلم لأخيه المسلم الذي هو في القبر بأدعية مختلفة كالغفران والرحمة ونيل الجنة والفوز بها كذلك.