الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف يعلن العفو عن مالك بن عوف:
وذكر أصحاب التراجم والسير: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تفرغ من تقسيم الغنائم التي حصلوا عليها في منطقة الجعرانة وأعاد السبايا إلى قبيلة هوازن قد سأل وفدهم عن ملكهم وقائدهم مالك بن عوف النصري، فقالوا: “يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، هرب فلحق بحصن مدينة الطائف مع ثقيف ورجالها، فقال رسول الله الشريف صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: أخبروه أنّه إن كان يأتي مسلماً رددت عليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل”.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بالحجز والتحفظ على أموال مالك بن عوف وأهله، وأن لا تجرى عليهم قسمة الغنائم كغيرهم.
فحفظت أموال القائد الملك لجيش هوازن مالك بن عوف وأهله بمكة عند عمتهم، أم عبد الله بنت أبي أمية، فلمّا أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بالحجز التحفظي على أموال القائد الملك مالك بن عوف النصري وأهله، قال وفد من هوازن: “يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم أولئك سادتنا وأحبتنا إلينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أريد بهم الخير”.
فلمّا بلغ قائد هوازن وملكها مالك بن عوف النصري ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بشأنه ، وما وعده به من خير إن هو اتاه مسلماً، وأنّ أهله وماله موقوف لم يجر عليه سهم القسمة، قرر القائد الملك مالك بن عوف النصري أن يلتحق بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف ويعلن إسلامه، ولكنّه خاف أن تعلم قبيلة ثقيف وسادتها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما قال بشأن القائد الملك مالك بن عوف النصري وماله وأهله فيحبسونه منعاً له باللحاق مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم.
لذلك تكتّم على الخير وقرر القائد الملك مالك بن عوف النصري أن يغادر مدينة وحصن الطائف سراً، فطلب ممن يثق به أن يهيئ له راحلة فيضعها له جاهزة في مكان، ثم أمر القائد الملك مالك بن عوف النصري بفرسه فجاءه به أحد أتباعه ليلاً فخرج من حصن مدينة الطائف(خلسة)ثم امتطى صهوة جواده، فركضه حتى أتى ذلك المكان، ومن هناك ركب القائد الملك مالك بن عوف النصري على بعيره، فلحق بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم، فلما جاء، رد عليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف أهله وماله، ثم أعطاه مائة من الإبل، وحينها أسلم القائد الملك مالك بن عوف النصري فحسن إسلامه رضي الله عنه.