الزبير بن العوام والحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانة كبيرة بشرفة صحبته، ومعايشتهم لسيرتة وتطبيقه لسنّته عليه الصّلاة والسّلام، وكان لهم الفضل الأكبر في نقل مصادر ديننا الحنيف من القرآن الكريم والسنّة النّبويّة المطهّرة، وقد تباين الصّحابة لبشريتهم في قوَّة الحفظ والإدراك وفي كثرة الرواية، فمنهم من نقل عنهم الكثير بالرُّغم من قصر صحبتهم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ومنهم من طالت صحبته للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقلّ ذكر مروياته في كتب الحديث، ومن الّذين رووا القليل من الأحاديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالنسبة للمكثرين الزبير بن العوّام، فمن هو الزبير بن العوّام وكيف كانت روايته للحديث؟.

نبذة عن الزبير


هو الصّحابيّ الجليل أبو عبدالله، الزبير بن العوّام بن خويلد، يرجع أصله إلى كلاب،وهو ابن عمّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم صفيّة بنت عبد المطلب، كان من السابقين إلى الإسلام، أسلم وعمره بين الستَّة عشر عاماً والثمانية عشر باختلاف المؤرخين، عُذِب لأجل إسلامه فكان عمّه يلفُّه في حصير في مكَّة ويقلّبُه على الجمر كي يرجع عن الإسلام، لكنّه بقي صابراً، وكان من المهاجرين إلى الحبشة بالهجرتين، شارك في كل الغزوات في حياته مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان له فضل بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ففي الحديث الّذي يرويه الإمام مسلم بن الحجّاج من طريق جابر(( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ندب الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثمَّ ندبهم فانتدب الزبير ثمَّ ندبهم فانتدب الزبير فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:(لكل نبيٍّ حواريٌّ وحواريَّ الزبير) )).

الزبير وروايته للحديث


لقد كان كثيرٌ من الصّحابة مع طول صحبتهم قليلوا الرواية في الحديث، ربما لقلّة المصادر في النقل عنهم، وربما لانشغالهم بالجهاد والدعوة، وقد كان سبب النّهي عن كتابة غير القرآن الكريم من النّبي صلّى الله عليه وسلّم في بداية الدعوة الإسلامية، والتحذير من الكذب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أسباب تأخُّر التدوين وقلَّة حديث بعض الصّحابة رضي الله عنهم.

وكان الصّحابي الجليل الزبير بن العوّام من الصّحابة المقلّين للرواية، مع طول زمن إسلامه، ويعود ذلك إلى أسباب منها أنّ الزبير كان كثير الخوف من الخطأ في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت أحاديثه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قليلة، وقد روى عن الصّحابي الجليل الزبيرأبناؤه عبدالله ومصعب، والأحنف وغيرهم من الصّحابة والتابعين.

رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين، وجزاهم عنّا وعن الأمّة الإسلامية خير الجزاء.


شارك المقالة: