الشورى في غزوة بدر

اقرأ في هذا المقال


استمر جيش المشركين بالزحف إلى بدر بعد إصرار أبو جهل على عدم الرجوع إلى مكة وتقدم الجيش لمواجهة جيش المسلمين في بدر.

وصول الخبر إلى النبي

وعند وصول جيش الكفار إلى اقرب مناطق بدر، وصلت أخبار إلى النبي بذلك الأمر وأنّ قريش قد خرجت من مكّة ومعها جيش كبير، فلا يوجد أي مجال سوى القتال مع الكفار، وإن ترك النبي لجيش الكفار بدون قتالهم سيسهم ذلك في زيادة مكانة قريش من الناحية العسكرية وامتداد السلطة السياسية لها، وأيضاً إضعاف لكلمة المسلمين، وكان من الممكن لو ترك جيش الكفار يتقدم في مسيره لوصل إلى المدينة ومن الممكن مهاجمة المسلمين في عقر بيتوتهم، وعندها ستهدم هيبة المسلمين.

المجلس الاستشاري

وبعد وصول الخبر إلى النبي كان لا بدّ من حل لهذه الأزمة التي لم تكن بالحسبان، فعندها عقد النبي اجتماعاً عسكرياً يتشاورون فيه، والتبادل في الأراء مع صحابته وقادة الجيش أو مع عامّة الجيش لوضع حل للتغير الفجائي الذي حصل لهم، وعندها أصبحت المخاوف تحوم في قلوب الجيش، وأصبحوا في خيفة من ذلك اللقاء الدامي، وأنزل الله فيهم تلك الآيات: ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ** يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ )…سورة الأنفال.

وبعد ظهور بعض الخوف على جنود جيش المسلمين باشر القادة بالتدخل لرفع المعنويات، فكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب دور كبير في ذلك، وقام المقداد بن عمرو إلى النبي وطلب منه المضي لما هم فيه، وأنّ المسلمين مع النبي لن يتركوه يقاتل وحيداً كما فعل قوم بني إسرائيل بسيدنا موسى عندما قالوا: ( قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )….سورة المائدة.

سماع رأي الأنصار

بعد قيام قادة المسلمين من المهاجرين برفع المعنويات وعدم تركهم للنبي والمضي قدماً معه، كان النبي يريد سماع رأي قادة الأنصار والذين يشكلون النسبة الأكبر من جيش المسلمين، ومع أنّ الأنصار كانوا غير ملزومين بالقتال خارج المدينة بسبب نصوص العقبة، فما كان قولهم إلّا أن قالوا للنبي من خلال قائدهم وحامل لواء الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه أن امضي يا رسول الله لما هو مكتوب من الله، وأنّهم لن يتركوا النبي ولن يتخلف منهم رجل واحد.


شارك المقالة: