الصحابي الذي حماه الله تعالى بجيش من النحل

اقرأ في هذا المقال


يعتبر هذا الصحابي مثال للصحابة رضوان الله عليهم في القتال، حيث أنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام طلب من الصحابة أن يُقاتلوا كمثل قتال هذا الصحابي، كما وكان من أشهر الرُماة الذين شهد لهم بالإيجادة في الرمي، فيُذكر بأنَّه يوم أُحد كان يرمي المشركين آنذاك ولا تخيب له رمية بتاتاً.

من هو الصحابي الذي حماه الله تعالى بجيش من النحل

تعتبر قصة استشهاد هذا الصحابي الكريم عجيبة، وقبل أن يستشهد رضي الله عنه دعا الله سبحانه وتعالى بأن يقوم بحفظ جسده من المشركين وأذيتهم، فاستجاب له تعالى وقبل دعوته فقد حمى له جسده وهذا بجيش من النحل.

ألا وهو الصحابي الكريم والجليل عاصم بن ثابت رضي الله عنه، حيث أنَّه جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنَّه سأل الصحابة الكرام قبل غزوة بدر: كيف تُقاتلون؟، فقام له الصحابي عاصم بن ثابت رضي الله عنه وأخذ آنذاك قوسه بيده، وقال حينها: إذا كان القوم قريباً مني مئة درع كان الرمي بالسهام، فإذا دنوا مني حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة والمطاحنة بالرماح، إلى أن تقصف الرماح، فإذا قصفت الرماح وضعناها وأخذنا السيف وكانت المجادلة” أي بمضاربة السيف“.

فقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: “هكذا الحرب، من قاتل فليقاتل كما يُقاتل عاصم”.

وفي أثناء غزوة أُحد أخذ رضي الله عنه يرمي بالرماح قلم يخطئ بتاتاً، ثم رمى أحد المشركين آنذاك وكان شاباً، وكان يُقال له “مسافع بن طلحة”، فجرى مسافع ذاهباً إلى والدته وكان حينها ينزف دماً، وكان يتدفق منه، فوضعته أمه على رجلها وكانت تعرف سلافة بنت سعد، وكان حينها يجود بأنفاسه، ومن ثم سألته عن الذي أصابه، فأجابها وقال لها رجل أصابني، وقال: خذها وأنا ابن أبي الأقلح.

فنذرت سلافة بنت سعد بأن تشرب من رأسه خمراً من قحفه، كما وأنَّها قالت لمن يأتي برأسه بأنَّ له مائة ناقة، وعلى أُحد مرَّ عام، من بني لحيان أتى رهط وقالوا حينها لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:” يا رسول الله إنَّ فينا إسلاماً فابعث منعا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ويُقرئوننا القرآن ويُعلِّموننا شرائع الإسلام”.

فأرسل معهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عاصم بن ثابت رضي الله عنه، ومعه البعض من الأصحاب، فلما جاءوا إلى بلادهم قال لهم آنذاك: “استأسروا فإنَّا لا نُريد قتلكم وإنَّما نُريد أن نُدخلكم مكة فنصيب بكم ثمنا، فقال عاصم لهم: إني نذرت ألا أقبل جوار مشرك أبداً” بمعنى أن لا يُجاور أي فرد من المشركين”، وأخذ يُقاتلهم آنذاك إلى أن نفذت النُبل التي كانت بيده، ومن ثم طاعنهم إلى أن انكسر رمحه، وما بقي معه إلّا السيف فقال حينها داعياً الله تعالى:” اللهم إني حميت دينك أول النهار، فاحمِ لي لحمي آخره”.

وبقي حينها يُقاتل إلى أن جرح منهم رجلين وقُتل واحداً، ومن بعد ذلك شرعوا إلى قتل الصحابي رضي الله عنه بالرماح إلى أن استشهد.

فأراك المشركين بعد ذلك أن يأخذوا رأس الصحابي عاصم بن ثابت إلى سلافة بنت سعد لكي يأخذوا الجائزة التي تريد تقديمها لمن يأتي برأسه لها، فبعث الله سبحانه وتعالى إليه جيش من النحل وكذلك الذنابير حتى أنَّها ظللته وحمته كذلك، وهذا من أن يصل المشركين إلى جسده، فكُلما اقترب المشركين من جسده رضي الله عنه أخذت النحل والذنابير تلدغهم وتهاجمهم وهذا في عيونهم ووجوههم، وبعضاً من القوم حينئذٍ قال: دعوه حتى يسمى وتذهب الدبر” أي النحل” عنه.

وعندما جاء المساء أرسل سبحانه وتعالى تلك المطر الغزيرة، وقد أسال الوادي بالماء، حتى أنَّ ذلك الماء قد حمل جسد الصحابي عاصم بن ثابت رضي الله عنه وذهب به بعيداً، وعندما حلَّ الصباح ذهبوا إلى جسد الصحابي عاصم بن ثابت ولم يجدوه.

ويُقال بأنَّه عندما سأل الصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام عن المكان الذي يتواجد فيه جسد عاصم بن ثابت قال: “إنَّه في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.

من هو عاصم بن ثابت

وهو عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح رضي الله عنه، توفي في السنة الرابعة للهجرة، يعتبر أحد الصحابة الأنصار من بني ضبيعة بن زيد من الأوس، شهد مع سيدنا محمد عليه السلام العديد من المشاهد ومنها غزوة بدر وغزو أُحد وكذلك بايع النبي بيعة العقبة.

المصدر: رجال حول الرسول، خالد محمد خالد، 1968م.صور من حياة الصحابة، عبدالرحمن رأفت باشا، 1992م.فضائل الصحابة، الإمام أحمد بن حنبل، 1983م. أسد الغابة في معرفة الصحابة، الإمام ابن الأثير، 1994م.


شارك المقالة: