بعد معاهدة جيش المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم تركه وحيداً يقاتل المشركين، والمضي مع النبي إلى ما أراد به الله، عندها استمر النبي بالمسير إلى أن وصل لبلد يقال له الدَّبَّة وعندها نزل قريباً من منطقة بدر.
عملية النبي الاستكشافية
وعند وصول النبي إلى بدر بدأ عليه الصلاة والسلام بعملية استكشافية مع الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعند تجولهم حول منطقتهم العسكرية لقي النبي ومعه أبو بكر الصديق شيخاً من العرب، حيث دار بينهم نقاش، ولم يكن يعلم ذلك الشيخ بأنّهم النبي وأبو بكر الصديق، فعندما سأله النبي عن قريش أخبره أنَّ قريش خرجت في يوم كذا وهم اليوم وصلوا إلى مكان كذا وكذا، فسأل الشيخ النبي من أنتم؟ فقال النبي: ( نحن من ماء )، حينها تركه النبي وذهب، وعندها أصبح الشيخ يسأل نفسه (ما من ماء؟) وهكذا.
معلومات عن جيش مكة
وبعد العملية الاستكشافية بعث النبي صلّى الله عليه وسلم ثلاثة من القادة المهاجرين، وهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعاً، حيث بعثهم للبحث عن أي أخبار تخص جيش الكفار، فعند بدئهم عملية الاستكشاف قبضوا على رجلين وجدوهم عند ماء بدر، كان الغلامين يستسقيان الماء لجيش مكة، وجاؤوا بالغلامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقتها كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي.
حيث قاموا بضرب الغلامين لظنّهم أنّ الرجلين يتبعان لقافلة أبي سفيان، حتى أنّه من كثر ضربهم للرجلين اضطرا أن يقولا أنّهم يتبعون لقافلة أبي سفيان، وبعد أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته عاتب من قام بضربهم، وتكلّم النبي مع الرجلين وأخذ منهم معلومات تخصّ جيش الكفار، فعلم بعدد جيشهم ومكان تواجدهم ومن معهم من القادة.
وفي تلك الليلة أنزل الله سبحانه وتعالى مطراً كان على المشركين عصيّاً حيث منعهم من المسير، وكان هيناً خفيفاً على جيش المسلمين حيث كان طهوراً لهم، وأذهب الله عنهم به رجس الشيطان، وربط به قلوبهم وثبّت به أقدامهم، وصلّب به الرّمال ووطّأ به الأرض.