اقرأ في هذا المقال
خلق الله تعالى الإنسان واستخلفه في الأرض، وكلفه بالعبادة والتوحيد، وأنزل عز وجل القرآن الكريم للعمل به، واتباع ما أُنزل به من أحكام في العبادات والمعاملات، وجاء النبي محمد _عليه الصلاة والسلام_ في حديثه بمجموعة من الأحكام، التي أوحى بها الله تعالى إليه، وعلى المسلم العمل بالقرآن والسنة تنفيذاً لأوامر الله تعالى كما جاء في كتابه العزيز: “اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ” سورة الأعراف 3.
الأمور التي تولى القرآن ببيانها:
جاء القرآن الكريم ليُعرّف العباد بخالقهم، الذي خلقهم واستخلفهم في هذا الكون، ويبين لهم أنّ الله تعالى هو وحده المستحِق للعبادة، ويرد على مَن أشرك بالله تعالى، ومَن يُشكك بوجود الله تعالى وقدرته، وعلى مَن يُنكر آيات الله تعالى.
وكما بيّن القرآن الكريم العبادات التي فرضها الله تعالى على العباد، ووضّح ما يتعلق بها من أحكام.
وكان للقرآن الكريم دور في إعانة الرسول عليه الصلاة والسلام على الاستمرار بالدعوة، من خلال الآيات التي تذكر قصص الأنبياء والرسل السابقين، ومقدار ما تعرضوا له من أذى وعذاب، والآيات التي تحدثت عما حدث للأقوام الذين كذبوا الرسل، وأنكروا دعوتهم لله تعالى.
العمل بالقرآن والحديث:
على المسلم أن يقرأ القرآن ويتدبره، ليفهم ما فيه، ويعمل بالاستناد إليه، فقال تعالى: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”سورة ص 29.
وأوجب الله تعالى على المسلمين العمل بما جاء في سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والأخذ بالصحيح من الأحاديث النبوية، فقال تعالى: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” سورة الحشر 7.
ولا يمكن ترك العمل بالحديث بحجة الأخذ بالقرآن، ولا يجوز الاستغناء عما جاء في الحديث النبوي، فالحديث النبوي وسيلة لبيان القرآن الكريم، حيث قال تعالى: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”سورة النحل 44.
حكم التقديم على القرآن والحديث:
لا يجوز تقديم أي قول أو كلام على قول الله تعالى، وقول رسول الله، فالقرآن الكريم والحديث الشريف، أصل العلم والدين، ولا يمكن العمل بقول غير الله، من خلقه، إلّا ما أمرنا به الله، فقد أمرنا باتباع قول الرسول بعد قوله، ولا يجوز طاعة أي مخلوق فيما يعصي الخالق.
وعلى الإنسان أن يقوم بتحكيم القرآن والسنة في جميع أمور الحياة، وعلى المسلمين العودة لكتاب الله في أي أمر يشكل خلاف في حياتهم.
ويظهر العبد حب الله تعالى ورسوله بطاعتهما، وعدم مخالفة أقوالهما وأوامرهما، والعمل لنصرة الدين، والسير على طريقه.