الغنائم والسبايا في مدينة الجعرانة

اقرأ في هذا المقال


الغنائم والسبي في مدينة الجعرانة:

كان المسلمون قد غنموا الكثير من الغنائم، وذلك بعد انتصارهم في موقعة معركة غزوة حنين، وقد بلغت تلك الغنائم الكبيرة من الماشية وحدها (وهي أغلى ما يملك العرب وساداتها في ذلك العصر) عدد خمسة وعشرين ألف بعير وأربعين ألف شاة وشيئاً عظيم من الفضة أوقية كثيرة منها، كما وقع في يد جيش الإسلام والمسلمين ستة آلاف من السبي نساءً وأطفالاً.

وكان هؤلاء السبي الذين أصبحوا مماليك للجيش النبوي كما هي شرعة الحرب في الإسلام، والتي لم ير هذا الدين الحنيف مناصاً من العمل بها كإجراء حربي وقانون ثابت مقابل، لأنّ رقيق الحرب هي عملة عالمية يتعامل بها كل المحاربين في العالم في ذلك الوقت، وقد كان كل هؤلاء السبي من قبيلة هوازن وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وقد حررهم جميعاً.

وكان نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم  بعد انتصاره في معركة حنين الكبيرة، وحين قرر أن يطارد أهم أجنحة وجند وقوات من جيش هوازن المنهزم في مدينة الطائف وهي قبيلة ثقيف، أمر عليه الصلاة والسلام بالتحفظ على الغنائم والسبي في الجعرانة حتى يعود من مطاردتها رجال الثقفيين.

وكان الرسول القائد الشريف صلى الله عليه وسلم الكريم قد أسند أمر التحفظ على الغنائم والسبي إلى بدیل بن ورقاء ( وهو أحد زعماء خزاعة حلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف التقليديين ).

كما أسند أمر العناية بالسبي من النساء والأطفال المحتجزين من اهل هوزان في الحظائر إلى الصحابي بسر بن سفيان الخزاعی رضي الله عنه.

بناء المساكن للسبي بمدينة الجعرانة:

ولما كان السبي بعد انتصار الجيش النبوي الإسلامي لا يملك من أمره شيئاً بعد انهزام قبيلة هوازن وجيشها، وأصبح أمانة في عنق الجيش الإسلامي النبوي، ولما كانت تعاليم الإسلام تعاليم شفقة ورحمة وخاصة بالنسبة للأسير والمسكين حيث قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم: “{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا}”صدق الله العظيم….سورة الإنسان.

فقد أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن تبني لهم منازل يستظلون فيها من الشمس في منطقة الجعرانة، حتى يعود من مدينة الطائف، فيبت في أمرهم.

كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المشرف على شؤون مالية الجيش الإسلامي والإعاشة وهو بسر ابن سفيان رضي الله عنه  أن يشتري للسبي جميعاً ثياباً فيكسوهم ويستر أجسادهم، فاشتراها سفيان وكسى جميع الأشخاص من السبي.

وقال الواقدي: “كان سبي قبيلة هوازن من حنين ستة آلاف، وكانت الإبل أربعة وعشرين ألفاً، وكانت الغنم لا يدري عددها من كثرتها، وقد قال بعضهم: إنها أربعين ألف شاة”.

فلما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم و أمر بسر بن سفيان الخزاعي رضي الله عنه الصحابي الجليل يقدم مكة فيشتري للسبي من قبيلة هوازن ثياباً يكسوهاً من برود هجر (هجر مدينة في البحرين يستورد منها البرود) فلا يخرج المرء منهم الا كاسياً مستوراً فاشترى بسر كسوة فكسى بها السبي النساء والأطفال جميعهم.


شارك المقالة: