القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


تعريف القرآن :

لغة: على أصحِّ الآراءِ مصدرٌ على وزنِ فُعلان كالغُفرانِ وبمعنى القراءة حيث قال تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}[ القيامة: 17- 18 ].اصطلاحاً: هو كلام الله القديم المعجز المُنَزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب بالمصاحف، المنقول بالتواتر المُُتعَّبد بتلاوته .

أسماؤه وأوصافه:

  • القرآن:إشارة إلى حفظه في الصدر: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
  • الكتاب: إشارة إلى كتابته في السطور: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}[البقرة:1-2 ].
  • الذكر: في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[ الحجر: 9 ].
  • الفرقان: إشارة إلى أنَّه يفرق بين الحقِّ والباطلِ: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[ الفرقان: 1].

أوصافه:

  • نور: في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}[ النساء: 174 ].
  • شفاء: في قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [ الإسراء: 82].
  • حكمة: في قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}[ القمر : 5] .
  • موعظة: في قوله تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}[ يونس: 57] .
  • وحي: في قوله تعالى: {إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} [ الأنبياء : 45] .وهناكَ خمسة وخمسونَ اسْماً للقرآنِ : (البرهانُ في علومِ القرآنِ ” للزركشيِّ” )

تنزلات القرآن:

التنزل الأول: نزوله إلى اللوح المحفوظ بطريقة ووقت لا يعلمها إلَّا الله ومن أطلعهُ على غيبهِ، وكانَ جملةً لا مفرَّقاً، وذلك ظاهر من قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج: 21-22] .

التنزل الثاني : النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزَّة في السَّماء الدنيا ويظهر من خلال الآيات القرآنية التي يستدل به على النزول ما يفيد بأنَّ القرآن نزل في ليلة واحدة إلى السَّماء الدنيا ، ووصفها القرآن: بمباركة، وسمَّاها تارة ليلة القدرِ، وهي في رمضان ونزلَ جملةً واحدةً .

الآيات:

قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[ القدر: 1] .

وقال عز وجل {إِنَّاأَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان: 3]. وقال سبحانه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ}[ البقرة: 185].

التنزل الثالث: النزول من السَّماء الدنيا من بيت العزة على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المرحلة الأخيرة التي شعّ منها النور على البشرية جمعاء ، نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلَّم منجَّماً في ثلاثٍ وعشرين سنة حسب الحوادث والطوارىء، وما يتدرَّج من تشريع

الدليل: قوله تعالى: { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(2) * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[ الشعراء: 193-195 ] . ولقد نسب الله القرآن إلى نفسه في عدَّة آيات منها:{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [ النمل: 6]. وقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدُُ مِّنَ الْمُشْرِكيَن اسْتَجَارِكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله}[التوبة :6].

حكمة نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.

  • تفخيمُ أمرِ القرآن وأمرَ منْ نَزلَ عليهِ، وذلكَ بإعلامِ سكانِ السماواتِ السَّبع أنَّ هذا آخر الكتبِ المنزلةِ على خاتَمِ الرُّسل لأشرفِ الأمَمِ .
  • سرٌّ يرجعُ لإعجازِ القرآنِ، في ترتيبِ القرآنِ في النُّزولِ، ثمَّ ترتيبهُ في المصْحَفِ، حيثُ ينظرهُ جبريلُ في السماءِ الدُّنيا وهو على ترتيب المصحَف، ثمَّ ينزِلُ بآياتهِ تباعَاً عَلى حسبِ الحوادِثِ، فتوضَعُ كلُّ آيةٍ مكانها في المُصْحَفِ وفقَ الترتيب في اللوح المحفوظ .

حكمة نزول القرآن منجماً من السماء الدنيا:

  • تثبت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه: كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}. الفرقان -32 فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوم جُفاة ، شديد عدواتهم كما قال ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَیَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وُدࣰّا (٩٦) فَإِنَّمَا یَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلۡمُتَّقِینَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمࣰا لُّدࣰّا (٩٧)﴾ [مريم ٩٦-٩٧] وكانوا لايكادون ينتهون من حمله أو مكيدة حتى يشرعوا في تدابير أخرى مثلها أو أشدَّ منها ، فكانت تنزلات القرآن بين الفينة والأخرى تواسيه وتسليه،وتشدُّ أزره وعزيمته على تحمُّل الشدائد والمكاره.
  • مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة: كما قال تعالى:{وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [ الفرقان: 33] وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة ، لمواجهة الوحي نفسه للطوارىء والملمات، ومن أهمِّ ذلك ما يثيره المبطلون من الاعتراضات أو الشبهات، وهو الأصل الذي صرَّحت به الآية الكريمة : ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوَّاً مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِینَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِیࣰا وَنَصِیرࣰا (٣١) وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِیلࣰا (٣٢) وَلَا یَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِیرًا (٣٣) – أي لا يأتوك بسؤال عجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إلَّا جئناهم بما أُلحق في نفس الأمر المدامغ لباطلهم، وهو أحسن بياناً وأوضح ، وأحسن كشفاً لما بُعثت له .
  • تعهد لهذه الأمَّة التي أنزل عليها القرآن : وذلك لصياغتها على النهج الإسلامي القرآني علماً وعملاً ، وفكراً واعتقاداً، وسلوكاَ وتخلُّقاً ، كما قال تعالى: ﴿وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَـٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا مُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا (١٠٥) وَقُرۡءَانࣰا فَرَقۡنَـٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثࣲ وَنَزَّلۡنَـٰهُ تَنزِیلࣰا (١٠٦)﴾ [الإسراء ١٠٥-١٠٦] ، ومن مظاهر هذا الجانب أنَّهم كانوا قوماً أميِّين لا يحسنون القراءة والكتابة، فكانَتِ الذَّاكِرةُ عُمْدتهُم الرَّئيسيةُ، فلَو نزَلَ القرآنُ جملةً واحدةً لعَجِزُوا عَن حِفْظِه.
  • التحدِّي والإعجاز.
  • تربية للرسول صلى الله عليه وسلم وتصبيره على أذى المشركين، وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصَّبر واليقين.

شارك المقالة: