لقد كان لصحبة النّبي صلّى الله عليه وسلّم فضل كبير، وقد أطلق العلماء لفظ الصّحبة على كل من رأى النّبي عليه الصّلاة والسلام وآمن بدعوته ومات على الإسلام، ومن رواة الحديث من لحق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زمنيّاً ولم يراه، وهم المخضرمون، فتعالوا معنا نتعرف على سيرتهم بالحديث.
مفهوم المخضرمون
المخضرمون في اللغة هم القُدَماء أو ما حصل بهم انقطاع.
المخضرمون في اصطلاح المحدثين: هم من عاشوا قبل وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأدركوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك لكن لم يحضوْا برؤيته عليه الصّلاة والسلام، فقدوا شرط الرؤية للصّحبة مع إسلامهم وعدالتهم، فشروط الصحبة هو اللقاء به والرؤية والاسلام والموت على ذلك، وقد فقد هؤلاء الصّحبة لأسباب منها سفرهم للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وعدم اللّحاق به لوفاته، ومن الأسباب أيضاً بعد المسافة بينهم وبينه عليه الصّلاة والسّلام.
من الرواة المخضرمين في الحديث
لقد أحصى المؤرخون وأصحاب الحديث وعلم الرجال كالإمام الذّهبي وابن حجر العسقلاني كثير من الرواة المخضرمين ونذكر من هؤلاء الرّواة:
1ـ الأحنف بن قيس وهو سيد تميم وقد جاء إلى المدينة المنوّرة في عهد عمر ولم يلحق النّبي صلّى الله عليه وسلّم وقد كان معتزلاً للفتنة وآلت به الأمور للقتال في جيش علي كان من الثقات المقلّين للحديث.
2ـ أسلم العدوي: هو أبو زيد أسلم مولى الفاروق عمر وهو يماني، روى عنه من الصّحابة عمر وعثمان والصدّيق وأبي هريرة وروى عنه نافع مولى بن عمر وغيره.
3ـ الأسود بن يزيد: هو أبو عمرو الأسود بن يزيد النّخعيّ من اليمن أدرك عصر النّبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يلقاه، روى عنه من الصّحابة معاذ بن جبل وبن مسعود وعائشة أمّ المؤمنين وغيرهم، كما روى عنه من التابعين وأتباعهم السبيعيّ والشّعبيّ وغيرهم، واخرج له جماعة كتب الحديث.
4ـ أبو مسلم الخولانيّ وهو عبدالله بن ثوب الخولانيّ، من رواة الحديث الّذين أسلموا ولم يروْا النّبي عليه الصّلاة والسّلام، روى الحديث عن الصّحابة كأبي ذر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم، وروى عنه ممن بعده الخولاني أبو إدريس وعطاء بن أبي رباح.
5ـ قيس بن أبي حازم: وهو أبوعبدالله البجليّ، من الكوفة، لم يرى النّبي عليه السّلام عندما أتى إليه ليسلم لوفاته عليه السّلام ، وروى الحديث حذيفة بن اليمان وسعيد بن زيد وخبّاب وغيرهم، كما روى عنه الأعمش والسبيعي وغيرهم.