اقرأ في هذا المقال
إنَّ رحلة طلب الحديث النّبوي الشريف كانت بين الحفظ والكتابة والتدوين والنقل عبر الأجيال حتى وصل الحديث الشريف بكتبه بجوامعه وسننه، ولكلِّ زمان رجاله في الحديث وعلماء نذروا أنفسهم ليتحملوا نقل هذه الأمانة لتصل إلى الأجيال من بعدهم، إلى يوم القيامة، ولكن كل هذه الجهود لم تكن كاملة وحاملةً للعلم الشرعي من الحديث النبوي كاملاً، الّذي يعتبر المصدر الثاني في التشريع.
، إنّ علماء العلم الشرعي وخاصّة المحدّثون مهما علَو في عبقريتهم ونجاحهم، يبقوا بشراً ناقصين لبشريتهم، لم ينقلوا كل ما ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلّم، فنجد أنّ كبار المحدّثين كالبخاري ومسلم مِمّن اتفقت الأمَّة على صحَّة كتبهم ومروياتهم، لم ينقلوا كامل الحديث الصحيح بشروطهما المعروفة، فجاء من بعدهم من نقلوا أحاديثاً نبوية لم يذكروها في كتبهم، وبنفس الشروط عندهم في قبول الرواية وهي ما تسمَّى المستدركات.
مفهوم المستدركات
المستدركات لغة: من أدرك الشي أي لحقه، بالرّغم أّنّه لم يكن في نفس الزمان والمكان.
المستدركات اصطلاحاً: جمع الأحاديث النّبويّة الشريفة الّتي تكون على شرط احد المصنّفين السابقين، ولم يخرجهما في كتابه. وقد يعود عدم إخراج المصنّف لها لأسباب ربما تكون خارجة عن قدرته البشرية في نقل كل هذه الأحاديث، أو لعلّة ربّما تكون في نفس المصنّف في عدم نقل هذه الأحاديث، فسكت عنها ولم يذكرها.
العوامل التي ساعدت بظهور المستدركات
لقد كان هنالك عوامل كثيرة لظهور المستدركات على المصنّفات منها:
1ـ عدم استيعاب المصنَّفات لكل الحديث النّبويّ، فلو نظرنا إلى صحيح البخاري ومسلم مثلاً، لوجدنا أنّهما لم يخرجا كاملُ صحيحِ رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
2ـ تواصل الجهود في طلب الحديث الشريف من جيل إلى جيل، ورحلة البحث المستمرة لطلب نقل الحديث النّبوي الشريف.
أهمية المستدركات
لقد كان للمستدركات في الحديث الشريف فوائد جمّة نذكر منها:
1ـ تواصل مسيرة طلب الحديث النّبوي الشريف، والوصول إلى أحاديث نبويّة جديدة لم يذكرها السابقون من المصنّفين، لعدم وصولهم لها، أولتجازوزهم عنها.
2ـ اتّصال سند أمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم في الحديث النّبوي الشريف، وزيادة ذلك المخزون من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
من الأمثلة على المستدركات
لقد دوّن تاريخ علم الحديث الكثير من المستدركات نذكر منها:
1ـ المستدرك على الصحيحين، للإمام الحاكم أبي عبدالله النيسابوري.
2ـ تلخيص المستدرك على الصحيحين للنيسابوري، وكان هذا بحهود الذهبيّ.
3ـ المستدرك على الصحيحين للإمام الهروي.