المستشرقون والقراءات القرآنية

اقرأ في هذا المقال


إذا كان للمستشرقين جهود في إبراز شىء من تراثنا الإسلامي فإنَّ جهودهم التي عملت على هدم هذا التراث والنيل منه أكثر، وأكثرما يدلنا على هذا كتابتهم الكثيرة التي افتروا فيها على ديننا وتراثنا ومن ذلك زعمهم أنَّ الاختلاف في القراءات القرآنية كان عن هوى من القرَّاء لا عن دراية وتوثيق.

 يقول المستشرق المجري (جولد تسيهر) 1921 :

( والقسم الأكبر من هذه القراءات يرجع السَّبب في ظهوره الى خاصيَّة الخط العربي فإنَّ من خصائصة أنَّ الرسم الواحد للكلمة،  قد يقرأ بأشكال مختلفة تبعاً للنقط فوق الحروف أو تحتها كما أنَّ عدم وجود الحركات النحوية وفقدان الشكل في الخط العربي،  يمكن أن يجعل للكلمة حالات مختلفة من ناحية موقعها الإعرابي فهذه التكميلات للرسم الكتابي ثمَّ هذه الاختلافات في الحركات والشكل كل ذلك كان السبب الأول لظهور حركة القراءات فيما أهمل نقطة أوشكله من القرآن )

وفي مثل هذه المعاني يقول المستشرق الألماني كارول بروكلمان ( حقاً فتحت الكتابة التي لم تكن قد وصلت بعد إلى درجة الكمال مجالاً لبعض الاختلاف في القراءة لا سيما اذا كانت غير كاملة النقط ولا مشتملة على رسوم الحركات فاشتغل القراء، على هذا الأساس بتصحيح القراءات واختلافها)

وهناك الكثير من المستشرقين نهجوا هذا النهج في تفسيرهم للقراءات القرآنية من هؤلاء المستشرق الفرنسي بلاشير والمستشرق الأمرييكي آرثر جفري

وهذا اللون من كتابة المستشرقين ليس بغريب فإنَّ أكثرهم من موظفي المؤسَّسات الصهيونية، اوالتنصيريَّة، او الدوائر الاستعمارية، أو من رجال الكهنوت في أوربا وقد قام كثير منهم – إن لم نقل كلهم – بدور خطير في مجال التنصير بل المنصرين استفادوا من كتابتهم في مجال عملهم التخريبي

على أنَّنا حتى لو أحسنا الظن بهؤلاء الذين كتبوا في القراءات القرانية نقول : أنَّ الذين جعلهم يصلون إلى هذه النتيجة (الواغلة بالخطأ إلى الاذقان) هو جهلهم بطريقة تلقِّي المسلمين للقرآن الكريم ذلك أنَّ الصحابة تلقوا القرآن مشافهة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 فكانوا يسمعون القرآن منه كلمة، كلمة وحرفاً، حرفاً، وحركة،  حركة وكان من الصحابة عدد ليس بالقليل من حفظ القرآن كله عن ظهر قلب وجاء التابعون  فتلقوا القرآن عن الصحابة مشافهة أيضا ثقة، عن ثقة، وهكذا اعتمد المسلمون على الحفظ بالصدور، لا على القراءة في السُّطور فلم تكن العبرة بالخط، ولو كان الأمر كذلك لاعتمدت قراءات يسمح الخط بها .

ومن هنا يتَّضح أنَّ القراءات كانت موجودة قبل ظهور النقط والحركات، وذلك أنَّ بعضاً من القبائل العربية عجزت عن أن تلفظ بعض الحروف والكلمات بلهجة قريش، فجعل الله متسعاً لهم .


شارك المقالة: