الملائكة والكفار الفاسقون

اقرأ في هذا المقال


يُحب الملائكة المؤمنين من عباد الله تعالى، ويبتعدون عن الكفرة والفاسقين منهم، يُزلزلون قلوبهم ويُعادونهم، ولا يقتربون منهم؛ بسبب نكرانهم لوجود الملائكة، وطلبهم لرؤيتهم لإثبات وجودهم، وتتمثل معاداة الملائكة للفاسقين من عباد الله تعالى بعدة أمور نتحدث عنها في هذا المقال بإذن الله تعالى.

تنزل الملائكة العذاب بالكفار:

بعث الله تعالى العديد من الرسل والأنبياء لكثير من الأقوام، وأنكر بعضهم هذه الرسالات وكذبوا الرسل والأنبياء، فكان الله تعالى يوقع العذاب بهؤلاء الكفار المكذّبين، وقد بعث الله أشكالاً متعددة من العذاب لتلك الأقوام، وكان الملائكة هم مَن ينزل بالعذاب لهم، مثل إهلاك قوم لوط، وقوم فرعون، وغيرهم.

لعن الملائكة للكفار والعاصين:

أمر الله تعالى الملائكة بلعن الكفار، فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَسورة البقرة 161. واللعنة هي تمني السخط والعذاب للملعون.

ومن البشر الذين تلعنهم الملائكة أولئك الذين يرتكبون المعاصي والذنوب، مثل لعن المرأة التي تغضب زوجها وتعصيه، كما تلعن الملائكة التهديد بالضرب أو القتل ولو كان ذلك بهدف المزاح، فقد قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “مَنْ أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنَهُ، وإن كان أخاه لأبيه وأمّه” رواه مسلم.

وهذا دليل على تحريم القيام بمثل هذه الأفعال، لأنّ ذلك قد يُؤدي إلى القتل فعلياً بسبب طغيان الشيطان في بعض الأحيان، وكثير من قصص القتل التي وقعت عن طريق الخطأ، كان أساسها المداعبة والمزاح بين الأخوة.

ومن الأفعال المحرمة التي تجعل الملائكة تلعن العبد، سب الرسول _عليه الصلاة والسلام_، والابتعاد عن تنفيذ أحكام الله تعالى وشرعه في العبادات والمعاملات.

كذلك تلعن الملائكة مَن يفتعل حكماً في الدين، يكون فيه اعتداءً على شريعة الله، أو تشويهاً في سمعة الدين وأحكامه والإساءة له، ومَن يُوالي المفتعلين ويعملون لحمايتهم، فمَن يحمي الفاسق والمسيء للدين يكون قد أساء هو أيضاً للدين.

طلب الكفار رؤية للملائكة:

لا يمكن للبشر أن يروا الملائكة، فالقدرة على ذلك منزوعة من أبصارهم، ولم يُعطها الله تعالى لأيٍ منهم، ولا يُذكر أنّ أحد من البشر رأي صورة الملائكة الحقيقية إلّا نبي الله محمد _عليه الصلاة والسلام_، وما يقدر عليه البشر في ذلك هو رؤية الملائكة في حال تصورها على صور البشر.

وطلب الكفار رؤية الملائكة من الرسول _عليه الصلاة والسلام_، لكن الله تعالى أخبر بأنّ الكافر لا يرى الملائكة، إلا عندما يحل بهم السخط والعذاب، أو بعد موت بني آدم، فقال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا* يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًاسورة الفرقان 21-22.


شارك المقالة: