اقرأ في هذا المقال
خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجيش قبل معركة بدر:
خرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين الصحابة الكرام رضوان الله عليهم للقتال، حيث ألقى وأوصى عليهم بكلمة قبل المعركة، حيث قال فيها: “والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة“.
وهنا ظهر نموذج من الإيمان الصادق المؤمن بالله تعالى، والذي لا يقف في طريقه شيء، فقد كان الصحابي الجليل عمير بن الحمام أخو سلمة واقفاً في الصف، وفي يديه ثمرات يأكلهن، ولكنه بعد أن سمع كلمة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم قال: “بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلّا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمر من يده، وأخذ سيفه، فقاتل حتى قتل”.
تقديم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه للقصاص:
عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعدل في صفوف جيش المسلمين، مرّ عليه الصلاة والسلام بالصحابي الجليل سواد بن غزية وهو خارج عن الصف، فطعن محمد صلى الله عليه وسلم في بطنه بعود كان في يده، حيث قال له: “استوِ يا سواد”.
وهنا تظاهر وتماثل الصحابي سواد بالاحتجاج على النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً له: “يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني”.
ومن ثم طلب من النبي صلى الله عليه وسلم القصاص من نفسه، حيث قال له: أقدني، فلم يتردد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أن يعطي القصاص من نفسه، فقد كشف صلى الله عليه وسلم عن بطنه، إلا ليقتص منه سواد قائلاً له: “استقد” ( أي اضربي كما ضربتك).
ولكن سواد بدلاً من أن يطعن في بطن النبي صلى الله عليه وسلم قصاصاً، أخذ وقلبها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال يا رسول الله، حضر ما تری، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخیر”.