احتضار النبي :
وفي آخر يوم من حياة النّبي بدأ النّبي الكريم بالاحتضار، حينها أسندته السيدة عائشة رضي الله عنها إليها، وكانت تقول السيدة عائشة: “إنّ من نعم الله عليّ أنّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته”.
دخل الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وكان بيده السواك، وكانت السيدة عائشة مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فشاهدت النّبي ينظر إلى السواك، حينها عرفت أنّ النّبي يحب السواك، فقال للنّبي الكريم: “آخذه لك؟ فأشار النبي برأسه أي نعم، فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: أليِّنه لك؟ فأشار برأسه أي نعم، فلينته، فأمره”.
وفي رواية أخرى أنَّ النّبي استنَّ (تبعها، عمل بها استنّ الخلفاء الرَّاشدون سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم’ ) بها كأحسن وأفضل ما كان مستنا، وكان بين يدي النبي ركوة (إناءٌ صغيرٌ من جلدٍ يُشْرَب فيه الماءُ ) فيها ماء، فجعل النّبي يدخل يديه في الماء ويمسح النبي بها وجهه الكريم، ويقول النبي: ” لا إله إلّا الله، إنَّ للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده”.
وبعد أن فرغ وانتهى النّبي من السواك حتى رفع النّبي يده أو إصبعه، وشَخُصَ (كان ينظر) بصره نحو السَّقف، ومن ثمَّ تحركت شفتاه عليه السلام، فأصغت (أنصت ) إليه السيدة عائشة رضي الله عنها والنّبي يقول: “مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى” .
حيث كرَّر النّبي الكلمة الأخيرة ثلاث مرات، ومن ثمَّ مالت يده ولحق خير الخلق والمرسلين بالرفيق الأعلى، إنّا لله وإنا إليه راجعون.
ووقعت تلك الحادثة حين اشتدَّت وقت الضُّحى وذلك من يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية الشريفة.
وقد أكمل النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة وستون عاماً وزادت أيضاً أربعة أيام.