النبي يقرر غزو الروم في تبوك
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الظروف المحيطة والتطورات بشكل دقيق جداً وبشكل حكيم أيضاً.
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يری أنّه لو كان متوانياً ومتأخراً عن غزو وقتال جيش الرومان في هذه الظروف الحاسمة المهمة جداً وترك جيش الرومان يستمر في المسير خلال تلك المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام والمسلمين ونفوذه وزحف الرومان نحو المدينة المنورة سيكون كل ذلك له أثر سئ جداً على الدعوة الإسلامية وأيضاً على سمعة المسلمين من الناحية العسكرية.
فالجاهلية التي في ذلك الوقت تلفظ أنفسها الأخيرة بعد ما لقيت من المسليمن والدعوة ضربة قوية وقاصمة وخاصة في غزوة حنين سيسبب ذلك في إحياء الجاهلية مرة أخرى إذا وصل الروم إلى مرادهم، وأنّ المنافقين في المدينة أو في أي مكان يتربصون ويراقبون المسلمين ويستصلون بملك الرومان هرقل عظيم الروم بواسطة رجل اسمه أبي عامر الفاسق، ممّا يجعلهم يغدرون ويضربون بطون المسلمين بخناجرهم وسيوفهم من الخلف، وفي تلك الأثناء ستهجز الرومان بحملة ضارية وكبيرة ضد المسلمين من الأمام، وبهكذا سيخفق الكثير والكثير من الجهود التي قام ببذلها النبي هو ومن معه من أصحابه في نشر دين الله الإسلام، وستذهب كل المكاسب التي حصل عليها المسلمون بعد الحروب الدامية التي خاضوها في مهب الريح من دون أي جدوی.
وكل ذلك سيحدث لو تأخر المسلمون في الخروج لقتال جيش الروم، لكن كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يعرف كل هذا جيداً، حينها ما كان من النبي إلّا أن قرر القيام (مع الذي كان في من العمرة والشدة) بغزوة ومعركة فاصلة سيخوضها جيش المسلمين ضد جيش الرومان الكبير في حدودهم، حتى لا يمهلوا الرومان من الزحف أكثر والوصول إلى دار الإسلام.