النبي ينقذ الموقف في أحد

اقرأ في هذا المقال


بعد أن قام ابن قمئة بشر أخبار مقتل النبي، هدم ذلك الخبر الكثير من معنويات الصحابة الكرام، وعمّ الارتباك الكبير في صفوف الجيش الإسلامي، إضافة إلى انتشار الفوضى والاضطراب.

النبي ينقذ الموقف

وبعد أن علم النبي بمقتل الصحابي مصعب بن عمير، أعطى اللواء لسيدنا علي بن أبي طالب، فقاتل سيدنا علي بن أبي طالب قتالاً عظيماً، وعندئذ استطاع النبي أن يشق طريقه إلى الجيش المطوق وعندها أقبل النبي إليهم، وأثناء سيرالنبي مقبلاً إلى جيشه عرفه الصحابي الجليل كعب بن مالك وكان أول شخص عرفه، وقال حينها بصوت مرتفع أن ابشروا يا معشر المسلمين هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك تجمّع مجموعة من الصحابة حول النبي، وأخذهم النبي وانسحب بهم بشكل منظم إلى شعب جبل أحد، وحاول الكفار وقف هذا الانسحاب ولكن محاولتهم باءت بالفشل أمام شجاعة المسلمين.

وبعد ذلك القتال الشديد أنزل الله سبحانه وتعالى النعاس على جيش المسلمين أمنَة منه كما تحدث القرآن الكريم عن هذه الحادثة، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الحكيم فقال عزّ من قال: ( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنْكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ظَنَّ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ ٱلأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِيۤ أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَٰهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ  ).
وقال عزّ وجل: ( إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ ).

وكان الصحابي أبو طلحة ممّن غشاهم النعاس في غزوة أحد، لدرجة أنّ سيفه وقع منه عدّة مرات، فكان يسقط ويأخذه، وعندها قام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بانسحاب منظم إلى شعب جبل أحد، وبهذا الانسحاب فشلت عبقرية خالد بن الوليد أمام عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


شارك المقالة: