الوحي

اقرأ في هذا المقال


تعريف الوحي:

الوحي لغةً: هو الإعلام في خفاء .

وأصله كما قال الرَّاغب : الإشارة السَّريعة .  

وشرعاً: إعلام الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة خفية غير معتادة للبشر .

إطلاقات الوحي :

الوحي بالمعنى اللغوي يتناول الإلهام الفطري للإنسان كقوله تعالى ﴿وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ أَنۡ أَرۡضِعِیهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَیۡهِ فَأَلۡقِیهِ فِی ٱلۡیَمِّ وَلَا تَخَافِی وَلَا تَحۡزَنِیۤۖ إِنَّا رَاۤدُّوهُ إِلَیۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [القصص ٧] .

وقوله تعالى ﴿وَإِذۡ أَوۡحَیۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِیِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِی وَبِرَسُولِی قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ﴾ [المائدة ١١١]

كما يتناول الإلهام الوحي الغريزي للحيوان ومنه قوله تعالى ﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِی مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتࣰا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا یَعۡرِشُونَ﴾ [النحل ٦٨]

أما الوحي الإلهي إلى الأنبياء فهو خاص بإبلاغهم تعاليم السماء، وهي ظاهرة متماثلة عند الجميع لأنَّ مصدرها واحد وغايتها واحدة، ومن ثمَّ عرفوه بأنَّه ( التعليم في السرِّ الصَّادر من الله الوارد إلى الأنبياء عليهم السلام ) قال تعالى ﴿۞ إِنَّاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ كَمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ نُوحࣲ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِیسَىٰ وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَیۡمَـٰنَۚ وَءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا﴾ [النساء ١٦٣] ويطلق الوحي في التنزيل بمعنى الأمر والتعليم كما في قوله تعالى (فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا فَإِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِیهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَـٰطِبۡنِی فِی ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ (٢٧)﴾ [المؤمنون -٢٧]

خاصيَّة الوحي :   

الإيمان بالوحي رواية حتمية للإيمان بالقرىن والرِّسالة ؛ لإنَّ الوحي هو وسيلة إنزال القرآن على قلب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كما صرَّح بذلك القرآن، والوحي غيب من أمر السَّماء لا يملك أمره الَّإ الله، وهو سرٌّ من أسرار الله ، يوحي به إلى عباده، فهو معجزة إلهية يختص بها الأنبياء ورسله، وهو أبعد شىء عن التنويم المغناطيسي وتسجيل الأصوات والأشرطة أو نقلها عن طريق الهاتف و اللاسلكي .

كما أنَّه أمرٌ متميز عن الإلهام والرؤيا الصادقة التي تقع لغير الأنبياء وكل أمٍر في طاقة البشر .

مدَّة الوحي :

بدأ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في 17 رمضان سنة 13 قبل الهجرة النبوية، وهو موافق لشهر يوليو (تموز ) سنة 610 م، وكان عمره إذ ذاك أربعين سنة، واستمرَّ نزول الوحي عليه 23 سنة حتى لقي ربَّه في 13 من ربيع الأول سنة 11هـ ، الموافق من يونيو (حزيران ) سنة 623 م، وكان عمره إذ ذاك 63 عام .

فالمدَّة التي نزل فيها الوحي على النبي الكريم كانت 23 سنة وهي تنقسم إلى قسمين متمايزين :

القسم الأول : فترة نزول الوحي بمكَّة ومدَّتها ثلاث عشرة سنة ونزلت خلالها السُّور المكية وتمثل 19/30 من القرآن أو ثلثي القرآن تقريباً .

القسم الثاني : فترة نزول الوحي بالمدينة ومدَّتها عشر سنوات نزلت خلالها السُّور المدنية وهي تمثل 11/30 من القرآن أو ثلث القرآن تقريباً .

وأول آية نزلت من القرآن هي ( ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ (١) العلق .

وآخر آية نزلت منه هي قوله تعالى ﴿حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّیۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُوا۟ بِٱلۡأَزۡلَـٰمِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡیَوۡمَ یَىِٕسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن دِینِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِی مَخۡمَصَةٍ غَیۡرَ مُتَجَانِفࣲ لِّإِثۡمࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [المائدة ٣]


شارك المقالة: