يقول الله تعالى: “إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ” (سورة النساء:163)، ما من نبي إلا وأوحى الله إليه، سواء بالكلام أو بالإشارة أو عن طريق جبريل عليه السلام.
الوحي الجلي
هي العلامة الفارقة بين عامة الناس والبشر وبين النبي، ولكن يجب التفريق بين هيئات هذا الوحي؛ حتى لا يقع المسلم في خطأ معرفة ما هو الوحي وما هي هيئاته.
هيئات الوحي
لم ينزل الروح الأمين جبريل عليه السلام بهيئة وصورة واحدة فقط على النبي صلى الله عليه وسلم بل بعدة هيئات، فمرة بصورته الحقيقية، ومرة ينزل بصورة إنسان يراه الناس ويستمعون إليه.
أنواع هيئات الوحي
1- هيئته بصورته الحقيقية: وهذه الهيئة لم تتجلى للنبي صلى الله عليه وسلم إلا مرتين الأولى في أجياد بمكة المكرمة والثانية في سدرة المنتهى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “لم يرَ محمدٌ جبريل في صورته الحقيقية إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في أجياد”.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم جبريل بصورته الحقيقية في حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: “يا محمد! كيف يأتيك الذي يأتيك؟ يعني جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر”.
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأيت جبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت”.
2- هيئته بصورة إنسان: وغالباً ما كان يتمثل بصورة الصحابي الجليل دحية الكلبي رضي الله عنه، ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول”.