التقى الخصمان في أرض المعركة، وكانت أول شرارة لوقوع المعركة بوساطة الأسود بن عبد الأسد المخزومي، الذي كان يتصف بالخلق السيئ.
ساعة الصفر لغزوة بدر
خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي للقتال وتوعد أن يسيل دماء المسلمين أو يموت دون ذلك، فخرج له الصحابي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وبدأ القتال بينهما، فضربه ضربتين، وكانت هذه بداية الشرار لتلك المعركة.
بداية المبارزة
وبعد أن اشتعلت أوّل شرارة لتلك المعركة، خرج للقتال ثلاثة فرسان ممّن يتصفون بالشجاعة في قريش وهم (عتبة ومعه أخوه شيبة ابنا ربيعة ومعهم الوليد بن عتبة)، حيث خرجوا لطلب القتال والمبارزة، وعندها واجههم ثلاثة من المسلمين كانوا من الأنصار وهم عوف ابن الحارث ومعوذ ابن الحارث وعبدالله ابن رواحة رضي الله عنهم، فرفض الكفار القتال مع الأنصار لأنّهم يريدون القتال مع من هم أقرب إليهم، فما كان من النبي إلّا أن أشار إلى عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهم جميعاً.
وبدأت المبارزة بينهم، حيث بارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة وأمّا حمزة بن عبد المطلب فقد بارز شيبة ابن ربيعة وأمّا عبيدة فكان خصمه عتبة بن ربيعة، فما كان من حمزة وعلي إلّا أن قضوا على خصومهم، وأمّا عبيدة فقد أشتدّ القتال مع خصمه ولكنّ علي وحمزة أنهوا على عتبة، وكان عبيدة بن الحارث رضي الله عنه قد قطعت رجله، ومات بمنطقة الصفراء بعد أربعة أو خمسة أيام من المعركة.
وكانت هذه البداية في غاية الأهميّة للمسلمين وخاصّة من الناحية المعنوية، وأمّا عن جيش المشركين فقد تلقّى ضربة موجعة كبيرة بفقدان أهمّ الفرسان في جيشهم، وعندها بدأ القتال وأجهز جيش المسلمين على الكفار حتى لحقت بالمشركين خسائر كبيرة جداً واستمر جيش المسلمين بقول : (أحد أحد) أثناء القتال لما كان فيها من نصر كبير من الله عزّ وجلّ، وكان جيش المسلمين في موضع الدفاع يلقنون جيش المشركين درساً عظيماً في إلحاق الخسائر بهم، فكانت بداية قوية لجيش النبي ودافعاً كبيراً للنصر وخاصة بعد القضاء على أهمّ الفرسان في جيش المشركين.